كنت محظوظاً أمس الأول بحضور حلقة النقاش المميزة التي أقامتها هيئة حقوق الإنسان بالتعاون مع مكتب الأممالمتحدة في العاصمة السعودية الرياض احتفالاً بحلول الذكرى السبعين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، فبالرغم من الحملة التشويهية المسيسة الكبرى التي تستهدف المملكة بشراسة غير مسبوقة منذ شهرين مشككة بجهودها في مجال حماية حقوق الإنسان تخرج عاصمتها بنشاط مميز يجتمع فيه عدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية للدول الصديقة وممثلي الأجهزة الرسمية ذات العلاقة للاحتفال بأهم دستور دولي وضعته البشرية في العصر الحديث لحماية حقوق الإنسان بعد الحربين العالميتين، وفي هذا بلاشك رسالة تؤكد أن المملكة ماضية في جهودها لتعزيز وحماية حقوق المواطنين والمقيمين على أراضيها دون التفاف أو تأثر بهجمات الإعلام الرخيص والقوى التي تحاول تغطية شمس هذه الجهود بغربال الأكاذيب والمزايدات المدفوعة بالحقد والتآمر. الجميل أن هذا الاحتفال جاء بعد أقل من 24 ساعة على صدور التصريح السعودي الذي استنكر موقف مجلس الشيوخ الأمريكي المدفوع بمعلومات مغلوطة وضغوط إعلامية متعلقة بالصراعات الداخلية في الولاياتالمتحدة، وهو تصريح تميز بلغة كلها ثقة واعتزاز بمكانة المملكة في العالمين العربي والإسلامي ودورها الدولي الكبير في محاربة الإرهاب ونشر السلام وحماية العالم من شرور العنف والتطرف. ولعل من المهم هنا أن أشير إلى أن حلقة النقاش في الحفل المشار إليه جاءت غنية جداً وثرية بكل ما يتعلق بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان والبروتوكولات الملحقة به وتناولت بشكل مميز كافة الأنظمة السعودية التي صدرت لتعزيز هذه الحقوق وخطوات الجهات المختصة في المملكة لتعزيز وحماية حقوق الأفراد والمجتمع بشكل عام. المنسق المقيم بالإنابة للأمم المتحدة في السعودية كان له طرح مميز في الحفل، إذ أشاد بجهود المملكة في مجال حماية حقوق الإنسان وأعلن أن الأممالمتحدة تثمن عالياً التعاون البناء مع الرياض وتفتخر بالشراكة المستمرة في البرامج والأنشطة، كما هنأ السعوديين والمقيمين في هذه البلاد على تفعيل المملكة لمنظومة وطنية لحقوق الإنسان معززة باللوائح والأنظمة التي تصون الحقوق على المستوى الوطني، وأشاد بدور هيئة حقوق الإنسان في السعودية واحتفالها بالذكرى ال 70 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إذ إن في ذلك تأكيداً على التزام المملكة بدعم القيم العالمية لهذه الحقوق، موجهاً شكره لرئيس الهيئة الدكتور بندر العيبان على دعم هيئته المستمر للنشاطات التي تُسهم في التوعية ونشر ثقافة حقوق الإنسان. أخيراً لا بد من أن أؤكد أنه من دواعي الفخر لكل مواطن ومقيم على هذه الأرض الطيبة أن يشاهد هذه الجهود الجبارة لخدمة حقوقه وحمايتها وتعزيزها ما يستوجب شكر كل جهة حملت على عاتقها نقل الصورة الحقيقية عن المملكة وتنفيذ رسالتها السامية على أرض الواقع وهو شكر مستحق بلا شك. * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]