بإعلان النائب العام عن ملابسات وفاة المواطن السعودي جمال خاشقجي أثبتت المملكة العربية السعودية للعالم أجمع أنها دولة عدل وقانون، ودولة مؤسسات لا يضيع فيها حق أحد، كما أثبتت أنها حارس أمين للعدالة وحقوق الإنسان وفق الشرع الإسلامي والمواثيق الدولية ولا يمكن أن تقبل بغير ذلك. الملف الآن بات بيد القضاء، والعدالة أخذت مجراها بمتابعة شخصية واهتمام كبير من خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي يقود بحكمته وعدله الأمة الإسلامية قبل المملكة العربية السعودية. بالطبع لن ينجو أي شخص تورط في القضية من المحاسبة صغيرا كان أو كبيرا.. غفيرا أو وزيرا.. فالسعودية ليست جمهورية موز بلا قوانين أو مؤسسات، هي دولة عريقة يمتد عمرها إلى نحو 3 قرون ولطالما خاضت الأزمات والمعارك وخرجت منها أقوى وأكثر صلابة، ولذلك فهي قادرة على إحباط كل حملات التشويه والابتزاز التي تشن عليها من جهات دولية متعددة منذ مطلع أكتوبر على خلفية هذه القضية المؤسفة. أيضا جاءت الأوامر الملكية المرتبطة بهذا الشأن لتعزز الشفافية وتؤكد على أن الرياض ماضية في عملية الإصلاح الشاملة التي امتدت اليوم إلى جهاز الاستخبارات العامة، حيث ستعاد هيكلته بالشكل اللازم وتعالج مشكلاته القديمة من خلال لجنة بقيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان عراب التغيير ورؤية السعودية الجديدة. السعوديون قبل غيرهم يعرفون أن حملات التشويه والابتزاز التي تشن على بلادهم تزامنا مع أي قضية ومنها قضية وفاة خاشقجي -رحمه الله- ليست حملات بريئة هدفها العدالة، بل هي حملات استخباراتية معادية بكل معنى الكلمة تمتطي وسائل الإعلام لتحقيق هدفها الأساسي الذي يتلخص في تعطيل مشروع الدولة الجديد، وإدخالها في نفق الفشل والمشاكل الاقتصادية والسياسية المتتالية لإلحاقها بمصير الدول المنهارة نتيجة ما سمي بالربيع العربي، وهو أمر لن يتحقق بفضل تلاحم الشعب السعودي مع قيادته وثقته التامة فيها. الإعلام الغربي مصدوم من تماسك الشعب السعودي وولائه التام لقيادته رغم كل الحملات، فهذه صحيفة واشنطن بوست تنشر تقريرا طويلا عريضا يعبر عن صدمتها من موقف السعوديين ضد أخبارها في شبكات التواصل مما اضطرها لمطالبة إدارة تويتر بالتدخل لحمايتها من سخرية المغردين السعوديين بأخبارها المعادية لبلادهم، وكذلك فعلت شبكة CNN التي نشرت عبر موقعها تقريرا مشابها ذهبت فيه إلى الادعاء باحتمالية وجود جيش إلكتروني سعودي يستهدف حسابات وسائل الإعلام الغربية بالردود التي تفند ادعاءاتها.. ملمحة أيضا إلى أنه من غير المعقول أن يكون شعب كامل يدين بالولاء لقيادته ولا قابلية لديه للاستجابة لأي دعوات معارضة كما اتضح لها. الأكيد أن كل أعداء السعودية اليوم لن يستطيعوا إضرارها بأي شيء مهما علا صراخهم.. فالعدالة أخذت مجراها في مملكة ترى العدل أساس الملك.. والشعب متحد مع قيادته.. ومكانة السعودية الدينية والاقتصادية والسياسية تجعلها هي من تفرض العقوبات على غيرها لا العكس. * كاتب سعودي Hani_DH@ [email protected]