حينما صنفت المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر والبحرين وحلفاؤهم تنظيم الإخونج جماعة إرهابية، ارتفعت أصوات في الغرب قبل سنوات وهي تغازل عزلة تلك العصابات المتطرفة التي تتخذ من أوروبا وغيرها مقراتٍ لعملها، وتنشط بكل ما أوتيت من مال مسلوب ومنهوب من خزائن الشعوب بغية الثراء الشخصي وإنشاء منصاتٍ معادية للإسلام والعروبة. وعلى وقع الاعتقالات الأخيرة في مملكة السويد لعدد من أعضاء خلية إخوانية فاسدة ومتعددة الجنسيات، استفاقت أوروبا من غفلتها حيال هذا التنظيم المشبوه المستغل لجوانب من ديمقراطية الغرب كي يشن الحرب الإعلامية والميدانية على عواصم عربية تقف سداً منيعاً في وجه التمدد الفارسي المتمثل بنظام إيران الخبيث. ومهما يكن من أمرٍ نقول: إن أوروبا التحقت ولو متأخرة بركب تحذيرات السعودية والإمارات ومصر من آثار عدوان «الإخوان» على السلام العالمي، فضلاً عن تبعية هذا التنظيم المريض لمشروع الولي الفقيه القائم على تصدير ثورة الخميني البائدة، وتخريبه لعقول الشباب العربي والمسلم من خلال تسميم الأجواء المستقبلية بعقيدة الكره والرفض للآخر. ولعل الجديد المفيد في ما طالعتنا به الصحف الأوروبية هذه الأيام هو دراسة عدد من الدول الأوروبية لموقف حازم مشترك يتمثل بحظر نشر العديد من وسائل الإعلام الإخوانية على أراضيها، وتلك الوسائل والمحطات والقنوات وغيرها تمول - للأسف - من دولة عربية يأبى تنظيم الحمدين فيها إلا أن يغرد خارج سرب الاعتدال منتمية ومرتميةً في الوقت نفسه في حجر خامنئي على مدار الساعة. الخلاصة التي يخلص إليها مقالي هو محاولات أوروبا التخلص من عبء التصاق الإخوان بمجتمعات أوروبية باتت عرضةً للإرهاب نتيجة وجود نماذج طارئة في مفهومها وتوجهاتها على كل خيرٍ أو سلامٍ في عالمنا، لأن الإخونج في المحصلة سرطانٌ دولي آن أوان اجتثاثه، وما تعانيه الشعوب من أعراض هذا الداء الإخوانية العضال يزيد بكثير على ضجر الحكومات الغربية منه. * كاتب سوري