هَبنّقة لمن لا يعرفه كان من مشاهير الحمقى في تاريخ العرب، حتى أصبح حمقه مضرباً للمثل؛ فقد جاء في الأمثال (أحمق من هَبنّقة). عصام العريان القيادي الإخواني البارز هو هبنقة الإخوان على ما يبدو إذا لم يكن هبنقة المصريين؛ وهناك من يُسميه في مصر تندراً وسخرية (أنشتاين الجماعة)؛ فهو يتصرف على أنه يعرف (بذكائه) الخارق من أين تؤتى الكتف، وكيف، ومتى؛ وهو يتمتع بقدرات خارقة على (توريط) حزبه بتصريحاته وتقديراته الغبية؛ فقد أتاه مرة -كما يُقال- تعليمات من المرشد، وزّعت على جميع كوادر الجماعة، في الداخل والخارج، مفادها: (الأمريكان بأوا حبايبنا، والتغزل فيهم، واللطف معاهم، من ضرورات المرحلة، فنوصيكم بالتغزل فيهم بارك الله فيكم)؛ وتنفيذا للتعليمات، بادر العريان لدعوة اليهود المصريين إلى العودة إلى مصر، لا لأنه وطنهم الأصلي طبعاً، وإنما لأنه (سمع) أن الأمريكيين بيموتوا في (تلابيب) اليهود، ولأن الأمريكان (بأوا حبايب الإخوان)، أراد هبنّقة أو عصام العريان تنفيذ التعليمات، والتلطف معهم، فدعا اليهود المصريين إلى العودة لمصر؛ فثارت ثائرة السلفيين، فعلق على اعتراض السلفيين كما يشاع قائلاً: (هو حد حايشكم؟ .. ما تدعوهم إنتوا كمان)؛ ظناً منه أن السلفيين اعترضوا عليه، لأنه (سبقهم) في التملق لأمريكا، التي هي هذه الأيام عند أقطاب الإسلام السياسي مهوى الأفئدة، وليلى التي تشرئبُّ لسواد عينيها أعناق المتأسلمين. آخر فلتات هبنّقة هذا كانت موجهة للإمارات، وتلميحاً لبقية دول الخليج، السبب أن خلية إخوانية تم القبض عليها هناك، وكان من بينهم 12 مصرياً إخوانيا، ويبدو أن الكوادر الإخوانية المقبوض عليها على علاقة وطيدة بهبنّقة العريان، وكانت هذه الخلية، كما هي عادة الإخوان، تعمل على قلب الأوضاع في الإمارات (لأخونتها)، كما هي أهداف التنظيم العالمي للإخوان، التي تتبع له كل حركات وأحزاب الإخوان خارج مصر، تحت غطاء التمهيد لإنشاء (دولة الخلافة) التي يُروّج لها أقطاب الاخونجية أينما انتشرت يرقاتهم. أراد العريان أن (يضغط) على الإمارات، وأن يضطرها للإفراج عن (الرفاق) المعتقلين، إلا أن هذا الأحمق (جاب العيد)، وهدد الإمارات مباشرة، وبقية دول الخليج ضمنياً، وبشكل علني في مجلس الشورى، بأنهم إذا لم يرعووا فإن القنبلة الذرية لحليفتهم (إيران) قادمة لا ريب فيها، وستحيلهم -ومعهم طبعاً كل الخليجيين- (عبيداً) لفارس!.. كذا ورب البيت!. و(طز) في 400 ألف مصري يعملون في الإمارات. وطز في قرابة 2 مليون مصري يعملون في السعودية وبقية دول الخليج، بل طز في الأخوة العربية؛ فواحد من الاخونج المصريين في موازينهم يُعادل مائتي ألف مصري ومعهم كل العرب، وعلى ذلك فقس. طبعاً هذا كلام رجل أقل ما يُقال عنه أنه جاهلٌ بالإسلام، فضلاً عن السياسية، غير أن الحمق هو في تقديري شرط ضرورة لتصبح قيادياً إخوانياً؛ فقد سبقه أخٌ له من قبل، كان حينها القيادي الأول في هذه الجماعة الغريبة العجيبة الهجينة، يتربّع على عرش (المرشد) في هيكليتها، هو المرشد السابق (مهدي عاكف)، فقد قال في لقاء صحفي قبل أن يسرق الإخوان الحكم في مصر: (الإخوان سيضربون بالجزمة من يهاجمهم إذا وصلوا للحكم «طز في مصر»..)!. ومن يقول مثل هذه العبارات في حق بلده، فماذا عساه أن يقول في حق الآخرين! عاكف هذا لا يقل حمقاً وبلادة وسذاجة عن العريان، فعندما سُئل مرة : هل ما تمارسه جماعة الإخوان اليوم هو انحراف عن خط حسن البنا، أجاب: (لا ليس انحرافا.. إنه في عين المشروع)؛ وهذا يعني أن عاكف والعريان، والجماعة، وما يقررونه، يُنفذون (تماماً) مشروع المعلم الكبير؛ وهذه المقولة كافية لتعرف العريان ناهيك عن الجماعة وحقيقتهم ومشروعهم الذي يعملون على تحقيقه. إلى اللقاء