بلدٌ كمثل المستحيل

يتغيَّرونَ، وأنتَ لا تتغيَّرُ
مطرٌ يَعُمُّ وصاحِبٌ لا يَغْدُرُ
بيتٌ من الشعر العتيق تشدُّهُ
أرضٌ مؤلِّفَةٌ، سماءٌ تشعُرُ
قمرٌ بلا سوءٍ، وتحت ضيائهِ:
رُطبٌ، ودَلَّةُ شاعِرين، ومَجْمَرُ
وصلاةُ مئذنةٍ تطيرُ حمامةً
لِتَؤمَّ فوق الشمس من يتطيَّرُ
بلدٌ كمثل المستحيل، وشعبهُ
كَطُوَيْقَ يسأل: ما الذي لا يُقْهَرُ؟
إنِّي أحبكَ: نصف قلبي ضاحكٌ
من نصفه الثاني: «يهيمُ ويهذرُ؟»
أهواكَ يا وطني: يداً عليا،
وصحراءً تعطِّشنا ولا تتصحرُ
أهواكَ: نافذةً، حصاناً أنتجت
أنثاه، طفلاً حين يفرح يكسِرُ
رَجُلين في المضمار: كُلٌّ فارسٌ
بطلٌ يفوز مروءةً لو يخسرُ
بنتين تستبقان /‏ فارستين تعتنقان
حلمًا في فضاءٍ يُبحِرُ
أهواكَ: كحلاً في عيون أميرتي
زنداً يطوِّقه اللهيب الأصفرُ
أهواكَ: حارتنا الخبيئةَ راقصت
هدفاً يسجِّلُهُ الفريقُ الأخضرُ
أهواك خارج رحمة الألفاظ
في الحقل السريع، على رصيفٍ يسمُرُ
فلأنتَ أقربُ دونما لغةٍ، وإن
خان السكوتَ مجازي المتوتِّرُ