ظلت وسائل إعلام عدة تنسج الأكاذيب والفبركات عن عائلة المواطن السعودي الراحل جمال خاشقجي، الذي توفي في قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر الماضي، وزادت وتيرة التكهنات والتخرصات عقب مغادرة نجل جمال الأكبر، صلاح، مع باقي أفراد أسرته إلى الولاياتالمتحدة، ليظهر صلاح (35 عاماً) مع شقيقه عبدالله، ويربكا خيالات إعلام «الأكاذيب الرخيصة»، إذ أعرب صلاح عن ثقته في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفيما أكده له بأن جميع المتورطين في قضية وفاة والده سيقدمون للعدالة. وقال صلاح، نجل الراحل خاشقجي، في لقاء مع شبكة CNN مع شقيقه عبدالله (33 عاماً) في واشنطن أمس (الإثنين)، «أنا أؤمن بذلك وهذا سيحدث. وإلا لما كان السعوديون سيبدأون تحقيقاً داخلياً، أنا أثق بذلك». وانتقد صلاح التخرصات الإعلامية ومحاولة تسييس القضية، وسيل الأخبار الكاذبة، مبدداً روايات العديد من وسائل الإعلام بإعلانه العودة إلى وطنه قريباً. ولم يخفِ نجلا الراحل جمال خاشقجي انزعاج أسرتهما مما وصفاه ب «الأكاذيب» حول تناول حادثة والدهما إعلامياً، حتى أن صلاح أكد: «لا نتفق مع من يحاول المزايدة السياسية (...) ثمة من يبني على تحليلات توجهنا بعيداً عن الحقيقة ويطالبون بمطالب لا نتفق معها». ولفت صلاح الذي يؤكد أنه سيعود إلى وطنه قريباً، وتحديداً في جدة حيث عمله المصرفي، إلى أن حتى مصافحته لولي العهد الأمير محمد بن سلمان عند تقديم القيادة السعودية له ولعمه العزاء في حادثة والده قبل مغادرته المملكة أسيء تفسيرها على نطاق واسع، مضيفاً: «لم يكن هناك شيء، والادعاءات لا أساس لها». وعرج صلاح على محاولات جهات ومنظمات ووسائل إعلامية المزايدة السياسية، بالقول: «ثمة الكثير من الناس يخرجون الآن ويحاولون المطالبة بإرثه، ولسوء الحظ فإن بعضهم يستخدم ذلك بطريقة سياسية لا نتفق معها تماماً»، مبدياً خشيته من تسييس حادثة والده. وأشار صلاح إلى رغبة أسرته في دفن والده الراحل في مقبرة البقيع في المدينةالمنورة مع باقي أفراد عائلته، مؤكداً أنه تحدث مع الجهات السعودية المختصة حيال الأمر، وقال: «آمل فقط أن يحدث ذلك قريباً». ووصف صلاح والده الراحل جمال خاشقجي ب «الرجل المعتدل الذي لديه قيم مشتركة مع الجميع، ورجل يحب بلده، وكان يؤمن بقدراته وإمكاناته»، رافضاً أن يوصف والده بالمنشق، قائلاً: «إنه يؤمن بالقيادة السياسية ويؤمن أن الملكية هي الشيء الذي يبقي البلاد متحدة، ويؤمن أيضاً بالإصلاحات الجارية في البلاد». واسترجع عبدالله الذي يعمل في الإمارات ذكرياته مع والده، إذ كان آخر ابن له يراه على قيد الحياة، مضيفاً: «كان سعيداً. كانت فرصة جيدة للغاية بالنسبة لي لرؤيته. توقفنا في إسطنبول واستمتعنا، وكنت محظوظاً حقّاً أن أخوض آخر لحظة معه. أشعر بالامتنان الشديد». وعن الروايات الكاذبة والفبركات الرخيصة، يرى عبدالله أن «الأمر صعب ومربك له ولعائلته، مضيفاً: «نحن ننظر إلى الإعلام والمعلومات المضللة. هناك الكثير من الصعود والهبوط».