مع بزوغ فجر يوم غدٍ (الإثنين) تغرق إيران في الدفعة الثانية من العقوبات الأمريكية التي وصفها الرئيس دونالد ترمب ب«المدمرة»، والتي ستضع طهران على طريق «كارثة اقتصادية»، فيما أكد وزير خارجيته مايك بومبيو أنها ستكون «الأكثر صرامة» في تاريخ نظام الملالي. وتستهدف العقوبات الجديدة خنق وشل الاقتصاد الإيراني وعزل إيران عن العالم، ويتصدر قطاع النفط الإيراني العقوبات التي ستطال قطاعات الشحن والطاقة والقطاع المالي، وستطال أيضا العقوبات الدول التي لن توقف استيراد النفط الإيراني، والشركات الأجنبية التي تتعامل مع الكيانات الإيرانية المحظور التعامل معها. وستظل هذه العقوبات مفروضة لحين وفاء إيران ب 12 مطلباً، أبرزها التوقف عن دعم الإرهاب، ووقف الأنشطة المزعزعة للاستقرار في عدد من دول الشرق الأوسط، وإنهاء المشاركة العسكرية في الحرب السورية، والوقف التام لنشاط تطوير الصواريخ النووية والباليستية. وفيما يعيش الشارع الإيراني حالة من الفزع مع بدء تنفيذ العقوبات الأشد، توقع مراقبون مزيداً من تدهور العملة الإيرانية التي خسرت نحو 70% من قيمتها مقابل الدولار في عام واحد، خصوصاً مع هروب العديد من الشركات الأجنبية خشية العقوبات. وأكدوا أن الحظر النفطي سيؤدي إلى إغراق إيران في الانكماش، مع توقعات صندوق النقد الدولي بتراجع اقتصادها في 2019 بنسبة 3.6%. ولم يجد مسؤولو الملالي أمام هذه الإجراءات القاسية إلا«تجرع السم»، والهروب إلى الأمام كعادتهم، فوزير الخارجية جواد ظريف توسل الأطراف الأوروبية بتقديم تطمينات تساعد بلاده في مواجهة العقوبات، فيما اعتبر قائد الحرس الثوري محمد علي جعفري اليوم (الأحد)، أن العقوبات مجرد «حرب نفسية» ستقاومها إيران، وستتغلب عليها.