تطمح الصين كغيرها من الدول وكسابقتها من الحضارات أن تبقى وتستمر، ولتحقيق هذا الغاية حددت لنفسها هدفاً تعمل عليه وتسعى إلى تحقيقه، هدف الصين في المئوي القادم هو بناء دولة اشتراكية ديموقراطية حديثة ومزدهرة، تحقق حلم النهضة الوطنية الصينية. قال الرئيس الصيني شي جين بينغ قائد هذا الحلم «إن حلم الصين حلم قومي وأيضاً حلم لكل واحد من أبناء الشعب الصيني»، لذلك يؤكد الرئيس بينغ مراراً للمجتمع الدولي التزام بلاده بطريق التنمية السلمية، وإنها لن تسعى إلى الهيمنة والانخراط في التوسع أبداً. ويقارن المحلل الاقتصادي حسين شبكشي في مقال له بعنوان «حلم الصين ورؤية السعودية» نشر في 9 فبراير 2017 بين حلم الصين الذي يقوده الرئيس شي جين ببيغ ورؤية السعودية التي يقودها القائد الشاب الأمير محمد بن سلمان قائلا: «قبل تاريخ 13 يوليو 1999 عاشت الصين سنوات طويلة جداً، قضت فيها الثورة الثقافية الكبرى بقيادة ماو تسي تونغ وكتابه الأحمر وتعاليمه العجيبة على جيل كامل من الكفاءات والقدرات والانفتاح». ويصف الأستاذ شبكشي ما مرت به بلادنا في فترة الثمانينات من القرن الماضي من تفكير متشدد ومتطرف قضى على قدرات الشباب وكفاءاته بأنه «معادٍ لنفسه قبل أن يكون معادياً للآخر المختلف». وبرأيي الشخصي أن وصف شبكشي كان عادلاً. لقد تأخرنا كثيراً في سباق الأمم بسبب ذلك التفكير الذي أخذ من طاقتنا وعمرنا أكثر من اللازم. الآن يا شباب الوطن المكافح ويا أبناء وبنات هذه الأرض الكريمة حان الوقت لكي نري الصين وغيرها من دول العالم رؤيتنا للمستقبل، لنعمل ليل نهار من أجل عز بلدنا ومستقبلنا. وكما قال الأمير الشاب محمد بن سلمان «بكل صراحة لن نضيع 30 سنة أخرى من حياتنا في التعامل مع أفكار متطرفة، سوف ندمر المتطرفين اليوم وفوراً»، وسنتمكن بفضل الله من تطبيق رؤيتنا ونرى وطننا في مقدمة الأمم كما هو وضعه الطبيعي.