تختلف الفلسفة اصطلاحا عند الفلاسفة، إذ يعرفها الفارابي بأنها «علم المعرفة»، ويراها الكندي أنها «علم الحقائق»، بينما يفسرها ابن رشد على أنها «علم المنطق» ويستنتج الفيلسوف إيمانويل كنت الفلسفة على أنها «المعرفة الصادرة من العقل والعقلانية»، لكن جميعهم اتفقوا على أن الحكمة هي المبدأ الرئيسي في التعامل. ولو عرجنا على تفسير الحكمة لوجدنا أنها تميز ما بين المقبول وغير المقبول والذكاء والموعظة لتقدير الأشياء والتعامل معها بشكل منطقي ومعرفي وأخلاقي، وهذه هي أبرز صفات الفلسفة الحكيمة. ومن هنا أستطيع أن أخاطب رئيس وزراء كندا «جاستن ترودو» وأقول يا سيادة رئيس الوزراء أنتم من الأشخاص الذين يحملون درجة البكالوريوس في الأدب والتربية، إضافة إلى شهادات أخرى تتمتعون بها، أي أن علوم الفلسفة ليست غائبة عنكم ولا معناها المؤدي إلى حب الحكمة ولا يخفى عنكم أيضا سماتها التي تجعل التفكير والتعامل مع الأصدقاء والدول بالأخلاق والمعرفة والمنطق هي أهم صفات الفلسفة الحكيمة. فمصلحة الجماعة والدولة مقدمة دائما على أي شيء، ففي أكتوبر 2006 انتقدتم القومية الكيبكية على أنها فكرة قديمة من القرن ال19 ووصفتموها على أنها صغر الفكر ولا صلة لها بكيبك الحديثة وفضلتم الأمة والدولة على أي أشخاص أو أي قومية، والسؤال الذي يطرح نفسه لكم: «هل ما زلتم تفضلون مصلحة الدولة مع بقية دول العالم الصديقة والتعامل معها بحكمة ومنطق وتوازن؟». [email protected]