قصص عجيبة عن الحج يرويها العم غريب محمد غنيم الحربي مع أول حجة له عام 1385، ولم ينقطع عن الحج منذ ذلك التاريخ، إذ بلغت حجاته 50 حجة، أولها عن نفسه والبقية عن والده ووالدته وأقربائه ابتغاء لوجه الله، كما يرويها ل«عكاظ» بنفسه. يقول الحربي: كانت أول حجة لي مع قاضي أملج في ذلك الوقت الراحل حامد أبوعطي، إذ انطلقنا في 15 ذي القعدة باتجاه المدينةالمنورة التي قدمنا إليها منشدين دون أن نغفل عن التلبية قائلين في تلك الأبيات: سلامي على طيبة سلامي على الحرم سلامي على من خصه الله بالكرم سلامي على المختار من خيرة الأمم وأكرم مبعوث به الرسل قد ختم ويضيف: مكثنا 3 أيام في طيبة ثم توجهنا إلى مكةالمكرمة ووصلنا في الأيام الأولى من ذي الحجة، وتعلمنا أنواع النسك وصفة الحج وأحكامه من الشيخ أبوعطي، الذي قام بتعليمنا إياها طوال مدة السفر، وكنا في تلك الرحلة نزيد على 25 قاصدا لبيت الله الحرام ما بين رجل وامرأة، مقسمين على سيارتين، والثالثة للمؤونة، وبالمثل كانت الخيام واحدة للنساء وأخرى للرجال والثالثة للطبخ ولحفظ الأرزاق. وأوضح الحربي: «أوكل الشيخ أبوعطي لكل شخص مهمة هو المسؤول عنها، فكان منا من هو مسؤول عن الماء والمحافظة على عدم انقطاعه عن المخيم، وهناك من هو مسؤول عن القهوة تجهيزها وتقديمها وتنظيف الدلال والفناجيل، وآخر عن الطعام، ومجموعة عن النظافة، وكنت وقتها مسؤولا عن الشاي». ويشير الحربي إلى أن حجاته توالت مع الراحل مصطفى غنيم الحربي، التي تزيد على 40 حجة، موضحا أن «أكثر ما كان يتعبنا شدة الحر ولا مجال للتغلب عليه إلا برش أجسادنا بالقليل من الماء». وبين أن من جميل الذكريات في الحج رؤية بيت الحاج وطلائه بالألوان ابتهاجا وترحيبا بقدومه، ومن قبل توديع الأهل والأحباب واستقبالهم بالأهازيج منها: «صلى الله عليك يا نور». ويؤكد أن الحج أصبح مع التسهيلات التي تقدمها الدولة للحاج أكثر راحة وسهولة ويسرا، مثمنا الجهود التي تقدمها المملكة لضيوف الرحمن، ولمس تلك الخدمات في حجاته السابقة، رافعا شكره للقيادة الرشيدة والمسؤولين عن خدمات الحجاج على ما يقدم لضيوف الرحمن من خدمات وتسهيلات.