لم تمض ساعات عدة على مباغتة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب النظام الإيراني بأنه لا يمانع في لقاء قادة الملالي، محذرا من خطر الحرب الذي لا يزال قائما، حتى سارع وزير الخارجية مايك بومبيو إلى الإعلان عن مجموعة من الشروط للحوار مع طهران. واعتبر مراقبون أن ترمب رمى بالكرة في الملعب الإيراني، فإما الحوار بشروط، أو الانهيار، وعلى طهران أن تختار. واشترط بومبيو في حوار مع قناة CNBC التلفزيونية مساء أمس الأول، «أن يبدي الإيرانيون استعدادهم لتغيير جذري في التعامل مع شعبهم، وإنهاء تصرفاتهم المسيئة، والوصول إلى اتفاق حقيقي يمنع انتشار الأسلحة النووية، بعد ذلك يمكن الاستعداد للحوار». وأعرب وزير الخارجية عن دعمه لموقف ترمب وسعيه للحوار مع مسؤولين إيرانيين، وقال: «كما قلنا سابقاً، الرئيس يسعى لهذه اللقاءات بهدف حل الخلافات». وعندما سُئل ترمب في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإيطالي (الإثنين)، عما إذا كان مستعداً للاجتماع مع رئيس النظام الإيراني حسن روحاني قال: «سألتقي مع أي شخص. أنا مؤمن بالاجتماعات، خصوصا في الحالات التي يكون فيها خطر الحرب قائماً». وكعادة الملالي، فإنهم تعاطوا مع تصريح ترمب بطريقة خاطئة تؤكد أن نهج التطرف والإرهاب الذي تمارسه إيران لن يتغير، وأنها لا تؤمن بالحوار طريقا لحلا المشكلات؛ إذ سارعت على لسان مستشار روحاني حميد أبو طالبي إلى وضع شروط مسبقة للحوار، منها خفض التصعيد، وعودة الولاياتالمتحدة للاتفاق النووي الذي انسحبت منه في مايو الماضي. ليس فهذا فحسب، بل إن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي اعتبر أمس الأول، أن المحادثات مع الإدارة الامريكية الحالية مستحيلة. وهو ما دفع البيت الأبيض للتأكيد على أن ما قاله ترمب لن يغير عزم الإدارة على تصعيد العقوبات وحدّة الخطاب تجاه إيران لتحقيق هدف معلن وهو السعي لإحداث تغييرات في سلوك النظام الإيراني. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جاريت ماركيز: «هذا التخفيف لن يكون ممكناً إلا إذا كانت هناك تغييرات ملموسة وواضحة ومستدامة في سياسات طهران». وأضاف: «ولحين حدوث ذلك ستزداد وطأة العقوبات إذا لم يغير النظام مساره».