عقب فشله في تمرير مخططه لتفكيك وحدة اليمن عبر الأممالمتحدة، أطل زعيم ميليشيا الحوثي الانقلابية عبد الملك الحوثي من مخبئه مساء أمس الأول في أشد حالات انهزاميته، منذ انقلابه على الحكومة الشرعية قبل أكثر من 3 سنوات، معترفا بإفشاله جهود السلام الأممية من خلال طرح شروط تعجيزية؛ منها تحويل جميع إيرادات اليمن لإدارة ميليشياته، وعودة البنك المركزي إلى صنعاء، لكن الجديد الذي يكشف عن انهياره بالكامل تمثل في مطالبته عناصره بتنفيذ عمليات انتحارية في مدينة الحديدة، في تقاطع واضح مع نهج التنظيمات الإرهابية، ما يؤكد تنسيقه معهم في هذه الناحية لإطالة أمد عدم الاستقرار في اليمن. ووجه الحوثي عناصره عبر الخطاب بعدم التعويل على الحلول السلمية في الحديدة، وكذلك الأممالمتحدة، في إعلان صريح عن رفضه للسلام والاستقرار لليمن، زاعماً أن الحل يكمن في تطبيق نهج ثورة الملالي في إيران وقبضتهم الإرهابية ضد الإيرانيين. واعترف الحوثي الذي ارتدى عمامة لأول مرة في مسعى لتشتيت الانتباه على انهزاميته، بخسائره الفادحة في الساحل الغربي، ومقتل أحد كبار قادته سلطان عويدين، الذي عينه محافظا لعمران قبل أن يقتل في معارك الحديدة. وحرض الحوثي عناصره على إباحة دماء اليمنيين وتشديد الخناق عليهم، حتى «لا يتحالفوا مع أمريكا وإسرائيل» حسب زعمه. وعلق وكيل وزارة الإعلام اليمني فياض النعمان على خطاب الحوثي قائلاً ل«عكاظ»: «إن زعيم المتمردين الحوثيين لايزال يعيش في أحلام اليقظة وجنون الزعامة وهوس الولاية وهو ما يعكس الواقع السلبي، الذي أصبحت ميليشياته تعيشه في المحافظات، التي لا تزال تسيطر عليها بقوة السلاح وبطش عناصرها»، لافتا إلى أن تحقيق السلام الحقيقي في اليمن لن يأتي من محاباة الانقلابيين والتعاطي مع ما يطرحونه، بل يأتي من خلال التمسك بالمرجعيات السياسية الثلاث المتفق عليها محليا وإقليميا ودوليا. وأفاد النعمان بأن ميليشيا الحوثي نهبت اقتصاد اليمن خلال عام واحد، وأفرغت البنك المركزي اليمني بصنعاء ونهبت مرتبات الموظفين المدنيين، مؤكدا أن تحقيق السلام الدئم في اليمن يأتي من بوابة إنهاء الانقلاب وطمس الفكر الكهنوتي الذي تروج له ميليشيا الموت الحوثية تحت شعارات زائفة، وكذلك تجريم العنصرية السياسية التي أسست فكرا يتنافى كليا مع النسيج الاجتماعي اليمني وعاداته وتقاليده.