اختلف علماء وفقهاء في طريقة صلاة أئمة التراويح بالمصلين في المساجد بين مؤيد لأهمية الخشوع والحرص عليه أكثر من ختم القرآن، بينما يرى آخرون أن الختم مهم؛ لما للقرآن من خصوصية في شهر رمضان. وقال عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبدالله المطلق: إن الأفضل للإمام أن يسمع المصلين القرآن كاملا ويختم بهم، ويجوز له أيضا قراءة القرآن بدون ترتيب السور لكن الأفضل قراءته كاملا. وأضاف مستغربا: لا أدري لماذا يرى بعض الأئمة أن في التراويح كلفة شديدة عليهم، ما يدفعه للتخلص منها، لدرجة أن البعض لا يلتزم بالوقت المحدد من قبل وزارة الشؤون الإسلامية، في الوقت بين المغرب والعشاء فيقيم صلاة العشاء قبل موعدها المحدد بنصف ساعة ثم يسرعون بطريقة قد تكون مخلة، وهذه مشكلات، لا ندري ما سبب العجلة. وتابع: نجد الناس يسرعون في صلاتهم ثم يذهب بعضهم إلى الاستراحات وآخرون يتسامرون عند باب المسجد وغير ذلك، في حين أننا لو نظرنا إلى المدن لوجدنا أن الذين يختمون القرآن لا يتجاوزون ثلث المساجد أو أقل من النصف وإلا فالبقية يركضون. من جانبه، يرى الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء الدكتور هشام آل الشيخ، أن السنة في صلاة التراويح والمقصود الأعظم منها عرض القرآن كاملا على جماعة المسجد، لذا ينبغي للصائم القائم أن يلتزم بمسجد واحد ويسمع القرآن كاملا من الإمام، ويستوجب على الإمام الحرص على قراءة القرآن من أوله لآخره في التراويح حتى يعرض كاملا على جماعة المسجد. وأضاف: أخذ كلام أهل العلم هذا من فعل جبريل مع النبي الكريم، إذ كان يعرض معه القرآن مرة كل رمضان، ومرتين في السنة الأخيرة. لذا قال أهل القرآن أن يتم عرضه كاملا على الجماعة في صلاة التراويح لما في رمضان من خصوصية. في المقابل، أكد عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة الدكتور غازي المطيري، وجود خصوصية وتناغم بين القرآن ورمضان، مبينا أهمية العناية بالتدبر في صلاة التراويح. وقال: إن هناك أحوالا عدة فإذا كان الإمام ومن ورائه يرون أن يصلوا 11 ركعة أو أقل أو أكثر فالأمر سيان.. المهم أن يكون الخشوع والخضوع لب المسألة وأساسها، وقال ابن عباس: لإن أصلي ركعتين خاشعا فيها خير لي من أن أقوم ليلة كاملة، وهذا الأثر يركز على الكم والكيف فليست العبرة بالكم ولكن بالكيف. وبين المطيري أن طول القراءة أو الركوع والسجود تعود على ما يعرفه الإمام من أحوال المصلين وراءه، فإن كان يرى أن أغلبهم يرغبون الإطالة فلا بأس، وإن كان يرى غير ذلك فعليه أن يأخذ بالمتوسط من أحوال المصلين، ما يستوجب على الإمام أن يتفطن لمن خلفه، فهناك المسافر والمريض وذا الحاجة، فالقضية ليست بهذا الجزم والحدية وإنما تخضع لأحوال المصلين، دون كلفة أو تعب على الجميع.