ببساطة، يمكن لاختيارك لإحدى درجات اللون «البني» أن يضع حمد السريع في حيرة من أمره، فالبني في لغة «المشالح» عند حمد يعني الأشقر والأشعل، لونان إضافيان داخل دائرة البني، فعلى الرغم من تصنيعه وبيعه للأيقونة الكبرى ل«الرسمية»، إلا أن حمد السريع يقف كثيراً خلف منضدة محله لبيع البشوت متهللا دون أي تكلف أو رسمية، يساعد زبائنه كل رمضان، على انتقاء «المشلح» الرداء الأهم في أول أيام العيد، لتلبية رغباتهم في اختيار الألوان التي يتعارف عليها وأبناء المهنة التي لا يعرفها الكثير من غير المهتمين بلبس البشوت. واختار حمد السريع منذ 15 عاماً السير على خطى والده الذي أمضى أكثر من 50 عاماً في تجارة المشالح، بعد أن طورها حمد بإنشائه مصنعاً وطنياً لصناعة البشوت، يقول: «عمل والدي في تجارة البشوت منذ 50 عاماً، تربيت معه في هذه المهنة، واليوم أكمل عامي ال 15 في هذا العالم، كان محل الوالد سابقاً يبيع العبايات النسائية، السجاد اليدوي، والبشوت والقفطان العسيري، أخترت أن أكمل في طريق البشوت». وعلى الرغم من تعارف المجتمع على جودة البشت الحساوي، إلا أن الكثير من زبائن حمد يفضلون الصناعة الآلية على تلك المصنوعة يدوياً، الأمر الذي عزاه السريع إلى جودة إتقان الكومبيوتر في صناعة «القصب»، يقول: «منذ 10 أعوام صار الناس يفضلون البشوت المصنوعة آلياً على المصنوعة يدوية، لرغبتهم لبس مشلح متقن التطريز، أجرة صناعة المشالح اليدوية ونوع القصب المستخدم والذي يعد أجود، مكلف جداً، وأغلى من المصنوعة آلياً». وعلى الرغم من صناعة البشوت الآلية واليدوية من ذات القماش، إلا أن نوع القصب الألماني أو الهندي المستخدم في صناعة البشوت الحساوية يسهم في ارتفاع أسعارها، الأمر الذي أكده السريع ب: «تصنع المشالح من قماش ياباني واحد، إلا أن الحساوي الذي تتراوح قيمته من 3.5 ألف ريال حتى 4 آلاف ريال يفرق عن المصنوع آلياً بنحو نصف الثمن، بسبب نوع القصب المصنوع منه، فخيوط القصب الألمانية والهندية ترفع من سعره، مقارنة بالقصب الصيني والياباني المستخدم في المشالح الألية». وبين العديد من الألوان المصفوفة خلف السريع، والتي أوضح أن تسمياتها المختلفة جاءت على هيئة عرف بين تجار البشوت، يقول: «يوجد لدينا اللون الأشقر، والأشعل، والبني والأسود والسكري، والأعشم، وغيرها من الألوان التي كانت قديما لا تتجاوز 12 لوناً، لتصل الآن إلى 80 لوناً للمشالح، إضافة إلى الألوان النسائية الأخرى التي يعمد عدد من بائعي البشوت الآخرين على توفيرها كمشالح بألوان مطرزة، لترتديها السيدات كالبشت الرجالي». ويحرص السريع على تلبية رغبات زبائنه في مختلف ألوان المشالح، مشيراً في حديثه إلى أن سكان المنطقة الوسطى والجنوبية يفضلون القصب المطعّم بالخط الأحمر فيما يفضل سكان الغربية القصب المطعّم باللون الأصفر أو الفضي، وزاد: «50% من الزبائن يعرفون الطريقة المثلى للبس البشت، أحرص على تعليم من لا يعرف طريقة لبس المشلح وقت البيع».