من الخامسة فجرا حتى الخامسة عصرا، يقف رجال إسعاف الهلال الأحمر في بيش على أهبة الاستعداد والتحرك العاجل لإنقاذ من يحتاج الإنقاذ وإسعاف مريض.. فريق جاهز لكل الاحتمالات يعتبر الزمن حاسما وفاصلا بين الحياة والموت.. وعن الساعات الفاصلة قبيل الإفطار يقول المسعف موسى مليحي إن التوقيت تم تحديده بعد استفتاء قامت به الهيئة حول اللحظات الأولى فجزء من الدقيقة يعني عندهم الكثير، لهذا فإن الكوادر البشرية والآليات والسيارات جاهزة ومهيأة لمباشرة كافة البلاغات وأيا كانت الحالة فيتم التعامل معها فورا دون إبطاء في أقل من دقيقتين.. وعن المعدات التي لا تفارق المسعفين يقول إنها تشمل لوح حمل المصاب وأجهزة الأوكسجين والصدمات الكهربائية وأجهزة توليد الحوامل، والمسعف بطبيعته يتعامل مع جميع الحالات دون استثناء، وهناك حالات يحصل مسعف الهلال الأحمر على تميز في أدائها كحالات الولادة وإنعاش القلب الرئوي، وفرز الإصابات المتعددة. ويمضي مليحي أن أغلب البلاغات التي تباشرها فرق الهلال الأحمر في نهار رمضان هي الحالات المتعلقة بكبار السن كالسقوط والكسور، والحالات المتعلقة بالأمراض المزمنة، أما في ليالي رمضان فأغلب البلاغات تتمثل في الحوادث المرورية التي تقل نسبتها في بداية أيام الشهر وترتفع بشكل تدريجي في نهاية أيام الشهر، ربما لخروج الناس في أوقات محددة والتزاحم المروري والسرعة. ومن القصص المؤثرة التي يواجهونها كمسعفين يقول المسعف موسى مليحي إن كثيرا من الوقائع المأساوية واجهته ويجب التعامل مع الحالة بالدقة التامة، ومن البلاغات التي لا ينساها مباشرته لحادثة سيارة ونيت غمارتين يبدو أنها كانت مسرعة واصطدمت بشاحنة وفصلت رؤوس 4 من أجسادهم.. مشهد لن أنساه لقد اعتدنا على التعامل مع جميع الحالات، وهناك كثير من البلاغات الصعبة التي يتم إنقاذ حياتها وهذه تشكل لنا دافعا معنويا نحو التميز في أداء مهمات الإسعافات الأولية فليس هناك أروع من إنقاذ حياة إنسان. وعن الصعوبات يقول إنها تتمثل في ردود أفعال أقارب المصابين والضحايا، فعند الصدمة الأولى يعتقد البعض أن المسعفين في إمكانهم فعل كل شيء وما إن يفارق المصاب الحياة ينفعل أقاربه على المسعفين، «نحن مدربون لمواجهة كل الحالات ونواجه مثل هذه المواقف بهدوء واحترافية».