نجحت الخبيرة الدولية في البيئة والتنمية المستدامة الدكتورة ماجدة أبوراس، في تسخير علمها لتضع بصمتها في الجانب البيئي منذ أكثر من عقد، لتتبوأ مكانة متميزة باختيارها كأول شخصية خليجية وسعودية تشارك في اللجنة العليا لتقارير البيئة العالمية في الأممالمتحدة للبيئة، بعدما أختيرت من الأممالمتحدة كمراجعة ومدققة في اللجنة العليا لتقرير البيئة العالمي (GEO6) لتمثيل غرب آسيا. وساهمت أبوراس في وثيقة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المتعلقة بالبيئة الذي أعلنته فرنسا بمشاركة الجمعية الدولية لخبراء وزراء البيئة والصحة السابقين وأكثر من 300 خبير دولي متخصص من أنحاء العالم، إذ قدمت مقترح (بضرورة اعتماد التربية والتعليم البيئي كجزء لا يتجزأ من التعليم الأساسي في دول العالم مع التركيز على اعتماد برامج التوعية والثقافة البيئة واعتماد الإساءة للبيئة من ضمن الجرائم التي يعاقب عليها القانون)، وتمت الموافقة عليه من اللجنة الدولية القائمة على هذا الإعلان العالمي. ونتيجة لتخصصها العلمي في التقنية الحيوية للملوثات البيئية وخبرتها الطويلة في الإدارة البيئية ومشاركاتها مع المنظمات الدولية المتخصصة في البيئة وقيادتها لجمعية البيئة السعودية كأول جمعية سعودية تم تأسيسها في المملكة لخدمة البيئة والمجتمع المحلي، إضافة إلى ما قدمته من برامج لتأسيس العمل التطوعي البيئي في المملكة ومن منطلق الخبرة المثقلة بالعلم والتخصص، والتي تؤكد على ضرورة إشراك الأفراد في المحافظة على البيئة، حملت على عاتقها ضرورة تنمية الإنسان بيئياً. واتجهت أبوراس إلى إشراك أفراد المجتمع وتعريفهم بواجباتهم ومسؤولياتهم تجاه البيئة، من خلال برنامج متكامل يبدأ من النشء ويستمر يومياً في الأمور الحياتية. لذلك انطلق البرنامج الوطني للتوعية البيئية والتنمية المستدامة تحت شعار: «بيئتي علم أخضر وطن أخضر.. أنا أحب السعودية»، وكانت المرحلة الأولى في جدة تحت شعار (أنا أحب جدة)، إذ توقعت أبوراس أن يوفر البرنامج على المدى القريب إذا وجد الدعم 27 % من مصروفات البيئة والصحة في علاج التلوث. وتبنى البرنامج أخيرا محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، وأصبح بإشراف ومتابعة ودعم المحافظة لإيمانهم الشديد بضرورة وجود برامج توعوية مستدامة لتطوير السلوكيات الإيجابية للمجتمع، وجاء بعد طلب المحافظة بوجود برنامج متكامل للتوعية تساهم في المحافظة على البيئة البرية والبحرية. وبناء على ذلك تم ترشيح البرنامج من جامعة الملك عبدالعزيز كبرنامج وطني لمحافظ جدة قدمته ماجدة أبوراس، بصفتها أحد منسوبي الجامعة، إذ تعمل أستاذا مشاركا في قسم التقنية الحيوية للملوثات البيئة، حيث قدم له الدعم الكامل لاعتماده وتنفيذه والتوجيه بضرورة عمل شراكات إستراتيجية حقيقية مع معظم الجهات الحكومية وبالفعل تم التوقيع مع معظم الجهات. بدايات قصة النجاح وتعود تفاصيل البرنامج إلى ما قبل 13 سنة - عام 2005- إذ بدأت الدكتورة ماجدة أبوراس بالدراسات والأبحاث المجتمعية البيئية التي تضمنت مفاهيم التنمية المستدامة، وكانت بدايتها دراسات «social marketing» لتقييم الوضع والمفهوم البيئي بين أفراد المجتمع، وتضمنت الدراسات مجالات عديدة في المناطق السعودية، ونتح عنها قياس نسبة الوعي البيئي وأولويات المشكلات البيئية والبرامج البيئية الموجودة على المستوى المحلي والدولي، حيث كانت النتائج في معظمها سلبية، وكان المفهوم البيئي بين أفراد المجتمع أن المحافظة على البيئة ليست من مسؤوليتهم بل هي مسؤولية الجهات الحكومية، إضافة إلى افتقار أفراد المجتمع إلى برامج توعية بيئية مع عدم وجود برامج متخصصة لتنمية الإنسان بيئيا للمساهمة في تطوير السلوكيات الإيجابية لديهم، وبعد تحليل جميع المعلومات الناتجة من تلك الدراسات تم اعتماد القضايا التي سيناقشها البرنامج. وفي عام 2011 تم إنتاج البرنامج بالكامل وتم إنتاج مجلد للبرنامج و14 منتجا، ثم بدأ توقيع الاتفاقات مع القطاعات الحكومية وكانت البداية مع 15 جهة حكومية. وبعد مرور 3 سنوات على انطلاقة البرنامج عام 2014، تم تكريم الدكتورة ماجد أبوراس من الشخصيات الأكثر تأثيراً في العالم، وحصلت على لقب سفيرة الريادة البيئية في المملكة، وعلى لقب رائدة العمل التطوعي البيئي، حيث بدأت بثلاثة أشخاص في الحملة الواحدة والآن وصل إجمالي المتطوعين في كل حملة إلى 30 ألف شخص، وأخيراً أصبحت أبوراس المراجعة والمدققة للأمم المتحدة لتقرير البيئة العالمي. وحصل البرنامج على جوائز دولية، إذ حاز على جائزة قاعة المشاهير من السيدات في العلوم (التعليم والبيئة) على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من وزارة الخارجية الأمريكية، حيث تم تكريمها في القنصلية الأمريكية في جدة وجائزة أكثر الشخصيات تأثيرا في العالم وجائزة القيادات النسائية العربية في البيئة على مستوى الوطن العربي مع 3 وزيرات للبيئة من المنظمة العربية الأوروبية للبيئة وجامعة الدول العربية. 19 جهة مشاركة شاركت 19 جهة حكومية في البرنامج شملت: جامعة الملك عبدالعزيز، أمانة محافظة جدة، الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة، جامعة جدة، الإدارة العامة للتعليم، الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، إدارة المساجد والدعوة والإرشاد، فرع وزارة الثقافة والإعلام في منطقة مكةالمكرمة بمحافظة جدة، فرع وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في منطقة مكةالمكرمة محافظة جدة، فرع وزاره البيئة والمياه والزراعة بمنطقة مكةالمكرمة، إدارة شرطة محافظة جدة، المديرية العامة لحرس الحدود، المديرية العامة للدفاع المدني، هيئة حقوق الإنسان، شركة المياه الوطنية، الشركة السعودية للكهرباء، جمعية البيئة السعودية، جمعية مراكز الأحياء، وجمعيات المجتمع المدني الخيرية.