في الوقت الذي أعلنت فيه مصادر مقربة من عملية الطرح العام الأولي لأرامكو، أن السعودية تتطلع بشكل متزايد إلى طرح شركة النفط العملاقة محلياً، وسعي المملكة إلى منحها وضع السوق الناشئة من قبل شركة إم.إس.سي.آي لمؤشرات أسواق الأسهم في شهر يونيو القادم لمساعدة أرامكو على جذب أموال غربية، إضافة إلى مستثمرين رئيسيين من الصين، واليابان، وكوريا الجنوبية. كشفت شركة رصد الصناديق إي.بي.اف.آر «جلوبال فندز» أن أصولاً بقيمة 1.7 تريليون دولار تتابع أداء مؤشرات ام.اس.سي.آي للأسواق الناشئة، وخمس تلك الأموال يأتي من صناديق استثمار خاملة. وقد يعني ذلك أن 13.6 مليار دولار ربما تتدفق على الأسهم السعودية من صناديق الاستثمار الخاملة، وإذا زادت صناديق الاستثمار النشطة أيضا انكشافها على السعودية إلى ما يعادل وزنها بعد الطرح العام الأولي لأرامكو فإن إجمالي التدفقات قد يبلغ 68 مليار دولار. وخلصت بيانات نشرتها شركة فندز في شهر مارس الجاري، إلى أدلة على أن المستثمرين زادوا تدفقاتهم على السعودية في الأسابيع الأخيرة. وأظهرت البيانات أنه بالنظر إلى صناديق أسهم الدولة الواحدة، فإن السعودية جذبت تدفقات قياسية في الوقت الذي يتطلع فيه المستثمرون إلى بدائل لروسيا وتركيا. ولفتت إلى أنه بناء على افتراض بإضافة 100 مليار دولار أخرى عبر الطرح العام الأولي لأرامكو، فإن وزن المملكة سيزيد إلى نحو 4%؛ ما سيزيد على وزن روسيا البالغ 3.4 % على سبيل المثال. وستحتاج صناديق الاستثمارات الخاملة التي تقوم بتتبع مؤشرات ام.اس.سي.آي بتخصيص 4% من أموالها لمؤشرات الأسواق الناشئة للأسهم السعودية لتضاهي وزن البلاد على المؤشر. وكان وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح قد قال الأسبوع الماضي: «إن أرامكو من الأهمية بما يستوجب عدم المخاطرة بإدراجها في الولاياتالمتحدة في ظل مخاوف قانونية، مثل الدعاوي القضائية الحالية المقامة بحق شركات نفط منافسة لدورها في تغير المناخ». وأبلغ مسؤولون بريطانيون من نظرائهم السعوديين أن لدى لندن الفرصة للفوز بالإدراج، لكن في 2019 على أقرب تقدير، وفقاً لصحيفة فايننشال تايمز. وأوضح الفالح لتلفزيون سي.ان.ان بأن «الشيء الوحيد الذي نعرفه اليوم أن تداول ستكون موقع الإدراج الرئيسي كبورصة وطنية». وأضاف لقناة تلفزيونية أمريكية الأسبوع الماضي قائلاً: «نحن في انتظار تطبيق الإصلاحات والانضمام إلى ام.اس.سي.آي، وإدراج أرامكو في تداول سيكون محفزاً لتلك السوق المالية، في الوقت الذي نجلب فيه رؤوس الأموال الدولية إلى المملكة». هل تصبح «هونغ كونغ» الحل الوسط ؟ مع انحسار احتمال الإدراج في لندن ونيويورك، أبلغت مصادر مطلعة على الطرح الأولي «رويترز» أن هونغ كونغ تظهر حالياً كحل وسط مرجح، على نحو متزايد في ظل التوقعات بأن تصبح من بين المستثمرين الرئيسيين. وأشارت مصادر لرويترز إلى أن تحضير بورصة للإدراج يستغرق 6 أشهر على الأقل؛ لذا يجب اتخاذ القرار في شهر أبريل القادم إذا كان الطرح العام الأولي سيجرى هذا العام. يذكر أن رئيس شركة «تداول» قد نوه في شهر أكتوبر من العام الماضي بأن البورصة السعودية تأمل في أن تكون الموقع الوحيد للإدراج. لكن بإجمالي قيمة سوقية نحو 475 مليار دولار، وبالتالي قد تواجه صعوبات لاستيعاب أرامكو دون مشاركة أموال أجنبية.