إذا كانت دول العالم تمتلك قنوات إعلامية، فإن قناة الجزيرة وحدها تمتلك دولة، وإذا كانت الدول هي التي ترسم السياسات الإعلامية للقنوات التابعة لها والواقعة تحت مسؤوليتها فإن قناة الجزيرة والمتحكمين في أمرها هم من يرسمون لقطر سياستها الخارجية ويحددون علاقاتها بالعالم ومصالحها المرتبطة بتلك السياسات. وما يمكن رصده من تناقض بين تصريحات المسؤولين في قطر وما ينتهجونه من سياسة فإن ذلك لا يتجاوز أن يكون خروجا عن النص ولذلك لا يلبثون أن يعودوا إليه، أو سوء فهم للتوجيهات لا يلبثوا أن يصححوه. وإذا كان اللاجئون إلى أي بلد والعاملون فيه والحاصلون حديثا على هويته الوطنية ملتزمين وملزمين باحترام سياساته والسير بناء على نظمه وقوانينه فإن الدولة الوحيدة في العالم التي يوجه سياساتها اللاجئون إليها ويتحكم في أمرها العاملون فيها ويرسم علاقاتها الحاصلون حديثا على هويتها الوطنية، وذلك يتضح إذا ما نظرنا للمكانة التي يتمتع بها القرضاوي وعزمي بشارة حتى كأنما أحدهما بات أميرا للدولة والآخر رئيسا لوزرائها، يأمران ويطاعان ويوجهان فلا يعصى لهما توجيها. مشكلة قطر أنها دولة صغرى جدا، وذلك هو ما سهل أن تكون أداة تنفيذية في يد جماعة الإخوان المسلمين وما تعقده هذه الجماعة من تحالفات تجمع بين الأعداء ظاهريا والأصدقاء في الباطن فتلتقي إيران وإسرائيل وتركيا على مائدة واحدة يجلس القرضاوي على رأسها بينما يتولى «الحمدان» تقديم القهوة والشاي للمجتمعين.