بينما يتم التوصل إلى اتفاق جديد حول الوضع في عفرين، سرعان ما ينهار هذا الاتفاق بسبب تضارب أجندة القوى اللاعبة في المدينة. وبعد أن انهارت المفاوضات التي كانت روسيا تتقدمها بين النظام السوري ووحدات حماية الشعب في عفرين، عاد الطرفان إلى اتفاق دخول ما يسمى ب«قوات الدفاع الشعبية» التابعة للنظام إلى المدينة، ما أدى إلى تغيير الموقف خلال أقل من 12 ساعة، الأمر الذي استفز الموقف التركي. واستهدفت المدفعية التركية القوات الموالية لدمشق بعد دخولها إلى منطقة عفرين، وفق ما أفاد الإعلام الرسمي السوري، في وقت تكثف أنقرة هجومها ضد المقاتلين الأكراد الذي أكمل شهره الأول. وفي هذا السياق، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن القوات التركية ستُحاصر بلدة عفرين في الأيام القادمة، مشيرا إلى أن بلاده لن تسمح لقوات الأسد بدخول المدينة. في غضون ذلك، اتهم مسؤول في وحدات حماية الشعب الكردية روسيا بوضع العراقيل في البدء بتنفيذ الاتفاق بين النظام والأكراد في عفرين. ونقلت الوكالة الألمانية عن عضو المجلس المحلي في عفرين سليمان جعفر، قوله إن «المفاوضات مستمرة منذ أسبوع، إلا أن الروس يضعون العراقيل حتى لا يسمحوا بتنفيذ مثل هذا الاتفاق»، مضيفا: «لدينا معلومات مؤكدة بأن روسيا أعطت لتركيا الضوء الأخضر لتدمير كل شيء في عفرين». وفي السياق ذاته، اتهم أيضا الولاياتالمتحدةالأمريكية الحليف الأبرز لوحدات حماية الشعب بالتنسيق مع الروس، مؤكدا أن كلا من واشنطن وموسكو منحتا تركيا اليد العليا لمهاجمة المدينة. وفي الغوطة الشرقية، قال ناشطون سوريون إن الغوطة تتعرض لإبادة جماعية، فيما يبدي المجتمع الدولي قلقا بالغا إزاء تعرض الغوطة الشرقية، المعقل الأخير لفصائل المعارضة في ريف دمشق، لوابل من قنابل النظام السوري، إلا أنه يعجز عن تبني موقف موحد يضع حدا للقصف الذي يطال المدنيين. وفي هذه الأثناء، أفاد ناشطون بأن حالة من الرعب تهيمن على العاصمة دمشق، بعد إطلاق الفصائل المسلحة قذائف على قلب المدينة، للتخفيف عن الضغط العسكري الذي تعيشه الغوطة.