وصفت الحكومة السورية اليوم (الخميس) العملية التركية في منطقة عفرين بأنها «عدوان صارخ واحتلال»، مشيرة إلى انه سيتم التعامل معها على هذا الأساس. وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان نشرته وسائل إعلام رسمية إن «العملية العسكرية التركية في شمال سورية عدوان صارخ على سورية وسلامة أراضيها... وجود أي قوات عسكرية أجنبية على أراضينا من دون موافقتها الصريحة هو عدوان واحتلال وسيتم التعامل معه على هذا الأساس». وأطلقت تركيا في 20 كانون الثاني (يناير) عملية «غصن الزيتون» في منطقة عفرين شمال غربي سورية، لطرد عناصر «وحدات حماية الشعب» الكردية التي تعتبرها «ارهابية»، ما فتح جبهة جديدة في الحرب السورية متعددة الأطراف. وكانت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية انييس فون دير مول قالت اليوم ان «فرنسا تذكر بقلقها حيال التدخل التركي في عفرين»، مشيرة إلى أن «هذا التدخل، وإذا كان يمكن تبريره بالهواجس الامنية لتركيا، يجب ألا يؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني للشعب السوري». من جهة أخرى دعت فرنساروسيا وايران إلى التدخل «بشكل ملح» لدى حليفهما النظام السوري لوقف القصف على محافظة ادلب (شمال غربي) وتسهيل وصول المساعدات الانسانية. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الفرنسية انييس فون دير مول: «من الملح أن تأخذ روسيا وايران، ضامنتا عملية آستانة وحليفتا نظام دمشق، تدابير من اجل وقف القصف وتسهيل وصول المساعدة الإنسانية بشكل آمن وكامل ومن دون عراقيل إلى من هم بحاجة إليها». وأضافت أن القصف الذي استهدف في 29 و30 كانون الثاني محافظة ادلب، خصوصاً مدينة سراقب «غير مقبول»، وكذلك الهجمات التي تستهدف الغوطة الشرقية الخاضعة إلى سيطرة فصائل المعارضة قرب دمشق. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هذه الغارات أوقعت 11 قتيلاً في سوق للخضار في مدينة سراقب. كما دمر مستشفى بشكل جزئي في هذه المدينة. وتشن قوات النظام بدعم روسي منذ 25 كانون الأول (ديسمبر) هجوماً يستهدف «هيئة تحرير الشام» وفصائل أخرى في محافظة ادلب، تمكنت بموجبه من السيطرة على عشرات البلدات والقرى ومن استعادة السيطرة على مطار ابو الضهور العسكري في ريف ادلب الجنوبي الشرقي. ويأتي تحرك قوات النظام في ادلب بعد انتهائها من آخر المعارك ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في محافظة دير الزور (شرق) الحدودية مع العراق. وتشكل محافظة إدلب مع أجزاء من محافظات محاذية لها إحدى مناطق اتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل اليه في أيار (مايو) في آستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة. وبدأ سريان الاتفاق عملياً في ادلب في أيلول (سبتمبر) الماضي.