مما لا شك فيه أن البيئة العمانية لعبت دورا في ظهور نخبة من الأدباء الذين برعوا في ميدان الشعر، مستلهمين من تضاريس بلادهم المتنوعة صورا وأفكارا وأحاسيس عبروا عنها من خلال قصائد خالدة بلغة لافتة من حيث الجاذبية والجمال وسحر البيان، خصوصا أن الإنسان العماني لا تنقصه فصاحة اللغة والتعبير. من هؤلاء العمانيين الذين برزوا في بلدهم ودول الجوار الخليجي وإن كان قد ظلموا على المستوى العربي، المرحوم الشاعر عبدالله بن علي الخليلي الملقب بأمير البيان وشيخ شعراء عمان في النصف الثاني من القرن ال20، كيف لا وهو الذي «خرج معظم شعراء عمان المعاصرين من تحت عباءته، ونشأوا تحت ظلال قصائده، وتغذوا بلغته، واقتاتوا من مفرداته، خصوصا أولئك الذين تعلقوا بأهداب القصيدة العمودية»، كما كتبت مجلة نزوى (1/10/2000). «وإذا قلنا إن الخليلي هو شيخ القصيدة العمانية فليس في ذلك مبالغة أو آراء، فقصيدته جامعة للكثير من اللطائف البلاغية بمعانيها وبيانها إلى جانب ما تمتاز به من انفراد لغوي. ففيها خليط سحري من الإلهام المقذوف في لب الشاعر والاستلهام الذي يوظفه ليوشي به قصيدته عشقا يتجلى في لغة ناصعة ليس فيها حشو ولا مفردات ركيكة» (المصدر السابق). ولد الشاعر عبدالله بن علي بن عبدالله بن سعيد بن خلفان بن أحمد بن صالح الخليلي في أغسطس 1922، ابنا لعائلة من العائلات العمانية المعروفة بالعلم والأدب من تلك التي شغل أبناؤها المناصب الرسمية، وأهدت عمان عددا من جهابذة العلماء. وكان ميلاده في مدينة سمائل العمانية الداخلية التي يُطلق عليها لقب «الفيحاء» بسبب مياهها المتدفقة وخصوبة تربتها واخضرار أرضها، وبالتالي امتلاكها أجواء شاعرية جميلة. وبالنسبة لوفاته فقد كانت في مسقط في يوليو 2000 نتيجة لإصابته بالشلل الرعاش (باركنسون) الذي حبسه في عزلة على مدى 18 عاما فقل اختلاطه بالناس، لكن من جهة أخرى ساهمت عزلته في غزارة إنتاجه الشعري والأدبي. ما بين الميلاد والوفاة أتحف الخليلي المكتبة العمانية والعربية بمجموعة قيمة من المؤلفات بعضها ما زال في صورة مخطوطات يعمل ولده الشيخ محمد الخليلي على نشرها تباعا. من مؤلفاته المنشورة: من نافذة الحياة (ديوان شعر مطبوع في القاهرة)، وحي العبقرية (ديوان شعر مطبوع في مسقط)، وحي النهي (قصيدة من حكم الحياة مرتبة على حروف المعجم من الألف إلى الياء)، بين الفقه والأدب (ديوان يحوي قصائد على شكل أسئلة وأجوبة بين الشاعر وغيره من الأدباء)، على ركاب الجمهور (ديوان على شعر التفعيلة)، بين الحقيقة والخيال (ديوان يشتمل على قصص شعرية). أما مخطوطاته المحفوظة فتشمل: فارس الضاد (قصيدة يزيد عدد أبياتها على الألف بيت)، وحدة شعب (كتاب يشتمل على تعداد القبائل واستنهاض همم أبناء الخليج من أجل الوحدة والتكاتف)، أرج البردة (تخميس لقصيدة البوصيري 3 مرات ب3 طرق مختلفة)، الخيال الزاهر (مجموعة قصائد)، الخيال الوافر (قصائده وقصائد آبائه وأجداده)، سجلات الأدب (مقامات وقصص قصيرة ثم قصة طويلة). ويكفي أن نشير هنا إلى ما قالته عنه شخصيتان عمانيتان مثقفتان كدليل على علو كعبه ومقامه في ميدان الأدب والشعر. ففي مقابلة للصديق الشاعر سيف الرحبي مع مجلة اليمامة السعودية عام 1998 سئل «ماذا تقول للشاعر عبدالله الخليلي؟» فأجاب: «أنت آخر العنقود في السلالة «الخليلية» المقفاة الموزونة المتينة على المستوى العماني. وكل ما بعدك لا يستحق القراءة أو لا يضيف شيئا». أما الأديب والمؤرخ المعروف الشيخ سليمان بن خلف الخروصي فقد أشاد في مخطوطة ديوان شاعرنا الموسوم «فارس الضاد»، ببراعة وحكمة ونجابة الخليلي. إذ قال ما نصه: «وفي هذه الصفحات من الديوان (فارس الضاد) يطلع القارئ على شعر رائع، وأدب بارع، وحكم باهرة، وأمثال سائرة، وتوحيد وتحميد وتقديس وتمجيد، وتضرع وابتهال لله ذي الجلال، وعقيدة وجهاد، ونصائح وإرشاد، وسلوك وتصوف، وفخر وحماسة، واستنهاض همم وسياسة، وشذرات قومية، ومطارحات أدبية، وقصص وعبر. والديوان كله من أوله إلى آخره درر، والله يؤتي الحكمة من يشاء». شاعر قبل ال20 أما بخصوص دراسته فيمكن الاستناد إلى ما كتبه الشيخ سالم بن حمود السيابي في مقدمة ديوان شاعرنا الموسوم «وحي العبقرية» وهو أن الخليلي في صغره كان بعيدا عن والده لذا أوكل الأخير ابنه إلى مؤدب يقوم على تأديبه دينيا وعلميا، قبل أن تشب مداركه ويتكون وعيه ويرحل من سمائل إلى حصن عمه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، حيث تلقى صنوف علوم القرآن على يد المقرئ الحاذق زاهر بن مسعود الرحبي، وعلوم العربية على يد النحوي الكبير حمدان بن خميس بن سالم اليوسفي، وقرأ على يد الشيخ حمد بن عبيد شامس السيابي الملقب ب«داهية العلماء»، ثم نهل من منابع أمهات الكتب في الدين والفقه واللغة والتاريخ، لذا لم يكن صعبا عليه أن يقرض الشعر وهو لم يتعد سن ال20، لا سيما أنه من نسل عائلة شعرية وعلمية وفقهية توارثت العلم والفصاحة أبا عن جد. فجده الأكبر مفتي عمان الشيخ سعيد بن خلفان كان شاعرا مجيدا بليغا، وقاضيا للإمام عزان بن قيس البوسعيدي الذي حكم ما بين عامي 1869 و1871، وجده المباشر لأبيه الشيخ عبدالله بن سعيد كان من الشعراء الكبار، وجده لأمه الشيخ أحمد بن سعيد كان هو الآخر شاعرا، وكذا عمه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي، أما أبوه فكان زعيما وذا حظوة لدى كل من سدة الإمامة بزعامة الإمام محمد بن عبدالله الخليلي وبلاط السلطان سعيد بن تيمور رحمهما الله، وكان من بين نساء أسرته العالمة الفقيهة والمصلحة شمساء الخليلي. ومنذ تلك الحقبة المبكرة من عمره ظل الخليلي وفيا وأمينا لشاعريته يكتب القصائد، ويخوض في المجادلات الشعرية مع أقرانه، ويحضر مجالس الشعراء، وينتج ويبدع ويطلق القصيدة تلو الأخرى متطرقا إلى مختلف أبواب الشعر العربي كشعر الذاتيات والوجدانيات والمدائح النبوية والغزليات والرثائيات والوطنيات وغيرها. كلاسيكية متجددة وصفه الأديب العماني أحمد الفلاحي ضمن شهادته عنه في كتاب «عبدالله الخليلي.. كلاسيكية متجددة» (تأليف الشاعر سعيد الصقلاوي وإصدار مؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري بالكويت سنة 2015) بالنص التالي: «كان ذا ملكة شعرية متميزة ينساب الشعر من ذاته انسياب الماء من السحاب ولكنه لا يترك قصيدته كما أفرزتها الموهبة وإنما يجتهد في تنقيحها وإصلاحها وتهذيب لغتها وصورها وتنسيق جملتها ويظل لفترة يعاود النظر فيها يغير ويبدل ويحذف ويضيف إلى أن يراها قد استقامت واكتمل بنيانها وحينذاك يطلقها ليراها الناس ويقرأوها وهو راض عنها.. كانت ثقافته الشعرية واسعة محيطة بالكثير من قصائد الشعر العربي منذ ما قبل الإسلام وحتى العصر الذي كان هو فيه. وكذلك كانت ثقافته اللغوية والنحوية عالية المستوى لم يكد يفته شيء من علوم البيان وفنونه وهذا هو الذي حمى شعره من الأخطاء وعصمه من الزلل وكانت جملته الشعرية رصينة قوية». لماذا لم ينتشر؟ وقد أورد الفلاحي أيضا في شهادته عن الشاعر تفسيرا مقنعا لعدم انتشار اسمه وأعماله في الدنيا العربية فقال ما معناه إنه لو ظهر مثله في دمشق أو القاهرة أو بيروت لكان ملأ الدنيا العربية، لكن «بيئته العمانية المنغلقة (...) أثرت عليه تأثيرا كبيرا حيث انطبعت قصيدته على المذاهب التقليدية واللغة القديمة التي يبتعد أكثرها عن الأساليب العصرية الحديثة وهو نفسه قد لاحظ هذا الشيء في إبداعه ولكنه لم يستطع تخطيه وتجاوزه إلا في اليسير، ولو أن موهبته احتكت في بدايات إشراقها وتفتحها بالحضارة الحديثة وكانت على صلة بتجاربها ونظرياتها لرأينا في شعره لغة وأجواء الشعراء المحدثين كأمثال الجواهري والأخطل الصغير وإبراهيم ناجي وأضرابهم من أعلام القصيدة العمودية الحديثة». ومما قيل عنه أيضا إن وحي الشعر كان يأتيه فجأة فيقوم مثلا عن طعامه لكتابة أبيات خطرت على باله، أو ينهض من نومه ليبحث عن ورقة وقلم كي يدون ما طرق بابه. وتمر الأيام فإذا بالشاب الذي بدأ بقصيدة من 4 أبيات في وصف الجمل عند عمه (الإمام محمد بن عبدالله الخليلي المتوفى في عام 1954) مطلعها: تحركها بالأريحية همة *** فتعدوا بنا كالرائح المتحلب يكتب بعد حين: فقمت ولي من نير العقل صالح *** وعدت وعيني ما تعاين قيصرا أروم بنفسي همة لا يرومها *** عداي ولو كانوا على الموت أصبرا ثم يواصل إطلاق موهبته بغزارة وتنوع ويجسدها في ديوان «وحي العبقرية» ذي ال500 صفحة تقريبا. وحتى حينما دخل رحلة المرض رفض أن يتوقف، بل زاده المرض إصرارا على الانغماس في بحور الشعر«وكأنه يتداوى به ويرسل من خلاله دعاءه وزفراته وأناته وتأملاته» طبقا لما كتبه أحمد درويش أستاذ النقد الأدبي والأدب المقارن بجامعة القاهرة في مجلة نزوى (1/10/2000). .. ورائد الشعر المسرحي بالسلطنة لكن ماذا قال الخليلي عن رأيه في شعره حينما سئل عن ذلك. الإجابة كانت بالأبيات التالية (المصدر: كتاب «عبدالله الخليلي.. كلاسيكية متجددة): إن فعلي مرآة ذاتي ولكن لا أراني فيها وغيري يراني فإذا شئت أن تراني يقينا فبفعلي وما أقول تراني لا تسلني عني وسلك لتدري كنه شاني أولا فسل من رأني أنا للناس لا لنفسي شعرا وفعالا فهل بعيني أراني، والجميل حقا أن إبداعات الخليلي لم تقتصر على الشعر، والأجمل أن بيئته التقليدية لم تمنعه من التطرق إلى مناطق محظورة وفق الأعراف الاجتماعية القبلية أو وفق أنماط الشعر السائدة في زمنه. فهو مثلا يُعتبر رائد الشعر المسرحي في عمان لأنه سبق غيره بتقديم مسرحية «جذيمة والملك» التي استقى أحداثها من عصر ما قبل ظهور الإسلام. وهو كاتب مقامات (فإذا كان عيسى بن هشام راويا في مقامات الهمذاني، والحارث بن همام راويا في مقامات الحريري، فإن راوي مقامات الخليلي هو الشاري بن قحطان الذي روى مثلا في مطلع مقامته النزوية حدثني أبوالصلت الشاري بن قحطان، وكان مفوّها معسول اللسان، قال: خرجت من سمائل ضحوة النهار، أقطع الطرق وأجوب القفار، وكانت ركوبتي أنيقة المظهر، متينة المخبر، تسبق الطير ولا تكل من السير«. وهو من جانب آخر صاحب قصص قصيرة مثل «همسات الحب والجمال المتعادل»، وصاحب قصة طويلة عنوانها «الأسرة الكادحة». وهو أيضا لم يكن من المتعصبين ضد الشعر الحر، بل كتب وفقه عدة قصائد منها قصيدة يقول فيها: أضاعني هزلي فماذا أعملُ أضعت قومي وهم لي موئلُ وعشت في غيبوبة أعللُ أعلل النفس المنى... هيهات لا تعلُّلُ ومن قصائده المشهودة، قصيدة «عمان» التي نظمها متغنيا ببلده، وواصفا مرابع طفولته، غير أن حب بلده لم يشغله عن حب وطنه العربي الكبير بدليل أنه تماهى مع قضاياها، وحمل همومها، ودافع بالقصيدة الصادقة المعبرة عن قضايا فلسطين واستقلال المغرب ونضال تونس وليبيا والجزائر ضد الاستعمار الفرنسي وقضية الوحدة العربية ومقاومة مصر للعدوان الثلاثي. فضلا عن قضية زنجبار التي رصد مأساتها الأليمة في لحظة سقوطها وانسلاخها عن جسد الأمة العمانية والعربية،. وجملة القول أن سيرة الخليلي طبقا لما كتبه سعيد الصقلاوي في صحيفة الوطن العمانية (3/5/2015) «حافلة بإيقاع الحياة، زاخرة بعطائها الفكري والثقافي والأدبي والاجتماعى والسياسي، خصوصا وأنه عاصر أحداثا مهمة في تاريخ عمان. فقد زامنت طفولته عهد السلطان تيمور بن فيصل (19171932) ويفاعته وشبابه عهد السلطان سعيد بن تيمور (1932 1970) وساهم في مسيرة النهضة العمانية التي أطلقها السلطان قابوس بن سعيد منذ عام 1970 معطيا خبرته وباثا ثقافته إلى أنْ قضى الله أمره واستوفى أمانته». كما أن الفترة التي عاشها شاعرنا تناوب عليها أئمة منهم عمه الإمام محمد بن عبدالله الخليلي (1333 1373ه) وخليفته الإمام غالب بن علي الهنائي، ووقعت فيها أحداث سياسية داخلية بتأثير خارجي كان الشاعر شاهدا عليها، فانعكست على شعره وحاول توظيفها في قصائده. ويؤكد سعيد الصقلاوي في مقاله سالف الذكر بجريدة الوطن العمانية أن العوامل التي أثرت في شخصية الخليلي وأعماله شملت الموروث الأسري الخاص، والموروث البيئي بمعنى سمات البيئة التي ترعرع فيها وهي بيئة سمائل الملهمة بوديانها وخضرتها وبراريها ونخيلها ونسائمها العليلة، والموروث الديني الذي تشربه منذ طفولته المبكرة، والموروث الأدبي العماني. بين سمائل وبوشر.. محطاته المبكرة عن انطباعاته الشخصية عن الخليلي، كتب الأديب المصري عبدالوهاب قتاية في مقاله «خواطر وذكريات معه.. هكذا تحدث الخليلي»، والمدرج في كتاب «عبدالله الخليلي.. كلاسيكية متجددة» لسعيد الصقلاوي ما يلي: «واستقبلني الشيخ في بيته بمودة وسرعان ما وجدتني في حالة توافق حميم كأننا أصدقاء من قديم. كنت أراه شيخا نبيلا، تكسوه هالة قوية في مزيج من المهابة والبهاء والطيبة والوداعة، والفطرة والسماحة ورحابة الفكر والجلال. وقد لفت نظري، وأسرني إيمانه بقيمة الكلمة، واعتزازه بالشعر، إبداعا ورسالة ومسؤولية، الأمر الذي جعله حساس الضمير، شديد التدقيق». في مهرجان الربيع السنوي للشعر العربي الذي نظمته مؤسسة البابطين للإبداع الشعري بالكويت في إبريل 2015 بحضور لفيف من الشعراء والنقاد العرب، والذي تم فيه تكريم شاعرنا، قال ولده محمد أن والده تنقل في حياته ما بين سمائل حيث كانت تقيم والدته «ريا بنت أحمد الخليلية» وبوشر حيث موطن جده سعيد بن خلفان، وأنه زار العديد من الدول ومنها الهند في عام 1954(كان يعشق زيارة لبنان حيث كان له بيت في ظهور الشوير، وحيث كان جبل صنين وصنوبر كسروان وأودية المتن الشمالي تحرضه على الكتابة والإبداع)، وأن المصحف الكريم لم يكن يفارقه وكذا بعض الكتب الأخرى مثل القاموس المحيط ودواوين كبار الشعراء العرب القدامى والمعاصرين. كما أخبرنا أن والده كان يعيش أجواء القصيدة ولا يخرج منها لأي غرض قبل إتمامها إلا لأداء الصلاة، وأنه بدأ في عقد مجلسه الشعري في سمائل في أواخر الخمسينات تقريبا دون أن يكون المجلس مقيدا بزمان أو مكان معينين، لكنه حينما انتقل للسكن في مسقط في أوائل عام 1978 صار له مجلس دائم في منطقة القرم يعقد مساء كل اثنين. ولمناسبة الذكرى الأولى لرحيله صدر في مسقط عن مطبعة النهضة في عام 2001 كتاب مكون من 262 صفحة بعنوان «أمير البيان.. عبد الله الخليلي في ذكراه» من إعداد سعيد النعماني، وإشراف عبد الرزاق الربيعي. وقد ضم الكتاب عرضا لسيرة الخليلي وأهم إنجازاته الإبداعية وحوارات معه وشهادات ونصوصا ودراسات مستندة إلى «آراء النقاد والباحثين الذين وضعوا تجربة الخليلي تحت مجهر الفحص النقدي والأكاديمي الرصين»، كما قال الربيعي في تقديمه للكتاب. *أستاذ العلاقات الدولية مملكة البحرين