تعتبر الهيئة العامة للترفيه من أنجح خطط ومشاريع رؤية المملكة 2030 على أرض الواقع، واستطاعت إحداث تغيير إيجابي سريع في مجتمع المملكة العربية السعودية، وساهمت وستساهم في إعادة المليارات من الأموال المهاجرة كل إجازة في كل عام، والحقيقة لو كلف أحد مراكز البحث العلمي في الجامعات السعودية لدراسة مدى رضا المجتمع وسعادته بإحدى خطط رؤية المملكة (2030) لحصلت مشاريع الترفيه التي تقوم بها الهيئة العامة للترفيه بأعلى نسب تأييد من المجتمع، ولو كان الأطفال يستطيعون أن يعبروا عن رأيهم مكتوبا لملأوا استمارات الاستقصاء بمشاعرهم الإيجابية. لقد أحدثت مشاريع وبرامج الترفيه في إجازة نصف العام الدراسي خلال الأسبوعين الماضيين نقلة نوعية واقتصادية لحجم ونوع وسائل الترفيه المقدمة للمجتمع السعودي بمختلف أعماره ومستوياته ومناطقه، وفي المدن الكبرى ساهمت مشاريع البنية التحتية الجديدة بدور كبير مساند وداعم لمشاريع الترفيه، ويعتبر كورنيش جدة من الإنجازات الكبيرة في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان لمدينة جدة، أبدع في فكرته ومتابعة إنجازه الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة وبإشراف من محافظ مدينة جدة الأمير مشعل بن ماجد وتنفيذ من أمانة جدة. وللحقيقة لقد أعاد كورنيش جدة الجديد الشباب لمدينة جدة وأصبح الأفضل على مستوى جميع الدول العربية بما فيها دبي وبقية الدول الخليجية، وهو ليس تحيزاً وإنما أدعو كل من لم يزر كورنيش جدة أن يقضي إجازته أو شيئا منها على كورنيش جدة الذي أعيد تطويره ليقدم بنية تحتية جديدة ومتميزة لهيئة الترفيه لتقيم مشاريعها وأنشطتها الترفيهية على كورنيش جدة وشواطئ السباحة العامة فيه، وقد كان أكبر نجاح لبرامج هيئة الترفيه في المملكة في الأنشطة على كورنيش جدة، حيث زار هذه الأنشطة حوالى مليون زائر خلال فترة الإجازة. لقد نجحت إمارة منطقة مكةالمكرمة والأجهزة الأمنية التابعة لإشرافها في ضمان أمن وسلامة البرامج الترفيهية على كورنيش جدة، وقدمت مشروعا سياحيا متميزا لجميع أبناء المملكة، ولم تقصر الدولة في تخصيص البلايين لتوفير المشاريع الداعمة والمساندة للاستثمارات الوطنية لمختلف المجالات الداعمة للسياحة، ورغم وجود انتقادات من بعض أصحاب الرأي الآخر تجاه سلوكيات لا أخلاقية من بعض ضعاف النفوس، ومطالبتهم بإعادة النظر في مشاريع الترفيه، إلا أنه يرد عليهم بأن جميع القرارات التي اتخذت لا تتعارض مع كتاب الله وسنة رسوله وهو شعار الدولة السعودية وهي المبادئ الأساسية التي قامت عليها، وأن على مجتمعنا المسؤولية الكبيرة في المحافظة على المكتسبات التي تحققت في السنوات الأخيرة، وعلينا الحرص على احترام بعضنا البعض واحترام سلوكياتنا في التعامل مع أخواتنا وبناتنا وأهلنا فنحن الأولى بتحمل المسؤولية والمحافظة على نجاح خطط الترفيه التي وضعتها هيئة الترفيه لإسعاد مجتمعنا والترفيه عنه وأبنائه. كما هي رسالة إلى تجارنا ورجال الأعمال أصحاب الفنادق والمطاعم والخدمات الترفيهية بالالتزام بضوابط الأسعار وعدم الخروج عنها، وعدم استغلال الظرف لتحقيق مكاسب مبالغة على حساب أبناء الوطن. إن قرار تأسيس الهيئة العامة للترفيه حدد مهام الهيئة ومسؤولياتها، لتقوم بتنظيم وتنمية قطاع الترفيه في المملكة وتوفير الخيارات والفرص الترفيهية لكافة شرائح المجتمع في كل مناطق المملكة لإثراء الحياة ورسم البهجة، ولتقوم على تحفيز دور القطاع الخاص في بناء وتنمية نشاطات الترفيه، ودعم الاقتصاد في المملكة من خلال المساهمة في رفع الناتج المحلي الإجمالي، بالإضافة إلى دعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورفع نسب الاستثمارات الأجنبية المباشرة لتوليد الوظائف في قطاع الترفيه. إن مشروعا وطنيا استطاع أن يستقطب ثلاثة ملايين زائر خلال فترة عشرة أيام في برامج ترفيهية تستهدف المجتمع السعودي بكل طبقاته، لهو جدير بالتقدير والاحترام والتأييد وتحفيزه لتحقيق طموحاته المستقبلية والتي منها إنشاء مدن الملاهي العالمية ودور السينما وصالات المسارح والاعتناء بالتراث الشعبي من فلكلور وآثار وعادات وتقاليد، وتحقيق الأهداف الاقتصادية ومنها تشغيل نصف مليون سعودي في جميع الأنشطة والخدمات المباشرة والمساندة، وتوطين 500 مليار ريال كانت تصرف في الخارج ويتوقع أن تكون اضافة للدخل الوطني بحلول عام 2030. إن إنجازا قد تحقق على إرض الواقع في حوالى سنة ونصف منذ إنشاء الهيئة، يدفعنا إلى تصنيف أنشطة وبرامج الترفيه بأنها أسرع نتائج قد تحققت على أرض الواقع، وإذا أردنا أن تسثمر هذه النجاحات التي تهم المجتمع بأكمله فعلينا أن نكون قدوة لأبناء المجتمع في سلوك التعامل والحوار الراقي، وهو شعار رفعه الأمير خالد الفيصل «كيف نكون قدوة؟»، فعلينا أن ننقل السلوكيات المثالية قدوةً لأبنائنا وبناتنا في مجتمعنا. * كاتب اقتصادي سعودي