الأوامر الملكية الأخيرة كانت منسجمة مع طرح رؤية المملكة2030 وأدخلت الرؤية حيز التنفيذ بأسرع وقت ممكن «أهداف مرسومة خطت لها خارطة طريق واضحة المعالم لونت واقع المملكة للسنوات القادمة «رؤية عملاقة حلقت بالمملكة خطوات كبيرة متحدية ثقافة سائدة وإدمانا نفطيا لا نستطيع تصور عالمنا بدونه، ولا ننكر الدور الكبير لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان الذي تخطى الزمن ودفع عجلة التقدم بالمملكة سنوات إلى الأمام متجاوزا جميع العقبات ببصمة شبابية ركزت على صناعة الإنسان لأن المواطن ركيزة الوطن فالسابقة النوعية والتاريخية الجديرة بالإشادة في تاريخ المملكة ((هيئة الترفيه ))التي أتت مُلبية لاحتياجات أفراد المجتمع بكافة فئاته وأعماره فالفرص الترفيهية لدينا ارتبطت بمدن الألعاب واستغلت المكان برفع الأسعار، وواقع الألعاب أقل من المأمول دائماً, فرؤية السعودية 2030 ربطت سعادة المواطن ورفاهيته بخطط التنمية بما يخدم المجتمع وجعلت من سعادته وتنشئته النفسية السليمة هدفاً فأوجدت هيئة الترفيه للقضاء على ((الفراغ)) الذي اغتال صحة أبنائنا واستحوذ على عقولهم؛ فما أن تبدأ الإجازات بغض النظر عن طولها أو قصرها إلا ويبدأ مارثون السهر وقلب بيولوجية الزمن فالليل نهار والنهار ليل وتكثر الحوادث المرورية، والسرقات، والسلوكيات المنبوذة والمشاجرات، وما يعقبها من مبالغة في ديات العتق, فإذا وجد ابناؤنا بيئة حاضنة لطاقاتهم، ومفجرة لإمكاناتهم ومتوافقة مع احتياجاتهم بعيدة عن التعقيدات المبالغ في مثالتيها. يوجهها فكر سليم في ضوء النهار؛ فإننا سنسمو بفكر أبنائنا ونحميهم. فهيئة الترفيه أوجدت من أجل بناء شخصية أفراد مجتمعنا أطفالًا وشباباً وكبار سن وذوي الاحتياجات الخاصة ذكوراً وإناثاً لذلك يجب علينا أن نتفاعل مع الهيئة ونتقبل التحول الوطني القادم بتفاعل وعمل مستغلين مكامن الطاقة لدينا للنهوض بوطننا ليضاهي مصاف الدول. لا بد أن نؤمن أن الترفيه احتياج يفرضه روح العصر وليس كماليات نبحث عنها. فحزم حقائب السفر وسياحتنا الخارجية أكبر شاهد على احتياجنا لذلك الترفيه؛ فالتمتع بإمكانات الوطن داخل حدود الوطن مطلب ولكن يحتاج من الهيئة إلى واقعية في التطبيق، واختيار ما يتناسب مع المناطق من حيث جغرافيتها وتاريخها ومناخها وأعرافها فالتعميم بالأنشطة والفعاليات لن يجدي فما يصلح لشواطئ عروس البحر لا يتناسب مع رمال الشمال الغالية فلابد من ورش عمل بالمناطق يشترك بها أغلب فئات المجتمع ومؤسساته لوضع خطط منبثقة من واقع المنطقة وأبناء المنطقة، خطط تتكامل بها مؤسسات ودوائر المجتمع بمهنية لوضع البرامج متبعة منهجية واقعية في الطرح مبتعدة عن النمطية بالتفكير فمعارض الأسر المنتجة لا زالت تحمل الصورة القديمة لها والمهرجانات والفعاليات تكرر صورتها بأناشيد أطفال مكررة اللحن والكلمات. لماذا لا نجعل من متاحفنا أبواباً مفتوحة يدفعنا لها شغف الفضول والمعرفة وليس برامج مجدولة ؟! لم لا نظهر الإرث الثقافي والتاريخي للمناطق عن طريق المسارح المعدة؟! لم لا يكون للسينما دور في التعليم عن طريق الترفيه؛ فالسينما وعاء معرفي جامد كما نطوعه يسير فتغيير المفاهيم قد يواجه بالرفض من البعض ولكن لا بد أن ندرك سرعة التغيير بالعالم ومجاراتها بما يتفق مع شريعتنا الإسلامية ويحافظ على هويتنا من أولويات المرحلة القادمة فالتعاون مع الرؤية وهيئة الترفيه واجب على كافة الجهات؛ فالتعليم ممثلا بإدارة النشاط بالمناطق تُعد برامج داعمة ومساندة لجانب الترفيه فيها مسايرة للفائدة متعاونة مع الجهات المختلفة مفعلة لنوادي الحي والمراكز الصيفية فمعرفة احتياجات شبابنا وإعداد أماكن مناسبة للفعاليات وتوفير أماكن لممارسة الهوايات نحو الكتابة على الجدران ورياضة السيارات وإنشاء أماكن مغلقة ومكيفة تتناسب مع اجواء السعودية نهاراً وعدم الاعتماد على ترفيه التسوق وللعوائل فقط. وما أجمل السمو برؤية سعوديتنا عالياً بأن تخط بمناهجنا ليسطرها العلم تاريخاً يُدرس.