أثارت شركة مستثمرة للمواقف الذكية في العاصمة المقدسة، حفيظة عدد من الأهالي، بدعوى اقتحامها بأجهزتها ارتدادات مساكنهم، إضافة إلى مواقف مقبرة المعلاة والمسجد المجاور لها، مستفزة المشيعين وذوي المتوفين، غير عابئة بحالة الحزن التي يعيشونها في ذلك الموقف. ورأى الأهالي أن الشركة المستثمرة لدى الأمانة، تجاوزت المواقع المحيطة بالأسواق، لتتوسع وتزحف على منازلهم، ملحقة بهم كثيرا من الأضرار، لافتين إلى أنها وضعتهم بين خيارين إما دفع ثمن الوقوف بالساعات، أو سحب مركباتهم وتغريمهم، مطالبين الجهات المختصة بالتدخل وضبطها، وإعادتها إلى المواقع المخصصة لها، وإنهاء ما اعتبروه اعتداء على المرافق العامة. وشكا محمد قطب وخالد العتيبي ومحمد عمار من اعتداء شركة المواقف الذكية على ارتدادات مساكنهم التي تقع في الدرجة الثانية للأسواق ووضعت أمام أبواب منازلهم أجهزة الدفع، رغم أن تلك المساحة من حق المواطنين، اقتطعتها الأمانة عند البناء من المساحة الإجمالية للمسكن لتكون مواقف للسيارات. وذكروا أن أجهزة الشركة حرمتهم من مواقفهم الخاصة، وفاقمت الازدحام في الشوارع المحيطة بهم، مطالبين الأمانة بإعادة النظر في منح تلك الشركة الاستثمار بعد أن ألحقت بهم كثيرا من الأضرار. وانتقد مبطي عطا الله ما اعتبره اعتداء الشركة على المواقع المحيطة بمقبرة المعلاة، ووضع أجهزتها فيها، ملزمة المشيعين وذوي المتوفين بدفع أموال عن كل دقيقة لوقوف سياراتهم في المكان، وفي حال عدم الالتزام يغرمون وتسحب مركباتهم، ما أدى إلى عراك بينهم وبين موظفي الشركة. وأفاد بأن المشكلة تتفاقم مع المشيعين الذين يأتون من خارج مكةالمكرمة، ولا يعلمون عن تلك المواقف شيئا، مشيرا إلى أنه فوجئ أثناء توجهه إلى مقبرة المعلاة لتشييع جنازة أحد أقاربه، بأن جميع المواقف المتاخمة للمقبرة، على نظام الدفع، ما جعله يبحث في كل الاتجاهات، ويتأخر عن مراسم دفن قريبه. واستغرب من عدم تخصيص مواقف للمشيعين عند مقبرة المعلاة كما هو معمول به في المقابر الأخرى، مشددا على ضرورة مراعاة ظروف المشيعين الذين يعيشون وقتها لحظات حزينة، وليس لديهم الوقت الكافي لتحمل معاناة البحث عن مواقف لسياراتهم أو كيفية التعاطي مع مثل هذه المواقف، معتبرا تلك الشركة أنها تبحث عن المادة فقط ولا تلقي للأوضاع الإنسانية أي اعتبار. وأشار خالد الجامعي إلى أنه فوجئ بعد الانتهاء من مراسم تشييع ودفن أحد أقاربه في مقبرة المعلاة، بوجود آلة غريبة تقيد عجلات سيارته، إضافة إلى وجود ملصق على زجاجها، يفيد بأنه مخالف لنظام الوقوف. وألمح إلى أنه حين كان يقف قرب مركبته، فوجئ بموظف في الشركة يسوغ له أسباب حجز مركبته، مشيرا إلى أنه كاد يشتبك معه، لأنه لم يتحمل الوضع وهو خارج من تشييع جنازة أحد أقاربه. وأوضح حمزة السليماني أنه فضل عدم الذهاب إلى مقبرة المعلاة لمعرفته السابقة، بوجود نظام المواقف مدفوعة الأجر والاكتفاء بالتوجه إلى منزل أقارب المتوفى لتقديم واجب العزاء، لافتا إلى أن كثيرين باتوا لا يفضلون تشييع الموتى إلى المعلاة، هربا من الدخول في دوامة البحث عن المواقف، أو تكبد غرامات مالية. ورجح أن ذلك كان سببا في تقليص عدد المشيعين عما كان عليه الحال في السنوات الماضية، راجيا من الجهات المختصة التدخل وإلزام شركة المواقف الذكية بإزالة أجهزتها بعيدا عن مقبرة المعلاة والمسجد المجاور لها، وتقديم الإنسانية والبحث عن الخير على المكاسب المادية. الزيتوني: الارتداد من حق المواطن أكد المتحدث باسم أمانة العاصمة المقدسة أسامة زيتوني ل«عكاظ»، أن الارتداد من حق المواطن، ولن ينفذ فيه أي مواقف تأجيرية، مرجحا أن يكون وضع أجهزة المواقف الذكية في الارتدادات خطأ فرديا من أحد الموظفين، «وهو أمر وارد ونادر الحدوث». وأوضح أنه جرى تنفيذ نحو 900 موقف وشغل منها حتى الآن 350 في شارع السوق والشارع الموازي له فقط، مشيرا إلى أن الأمانة تتقبل شكاوى الجميع وتتفاعل مع جميع البلاغات، مطالبا بتحديد حالة للوقوف عليها ميدانيا، والابتعاد عن ما اعتبره اتهامات غير دقيقة.