خلف حجز السيارات بالشرائع في مكةالمكرمة، وقرب أطهر بيت على سطح الأرض، توجد أغرب وأحدث مقبرة في مكةالمكرمة، وهي مقبرة الشهداء، ورغم أهمية هذه المقبرة لسكان المنطقة بشكل عام، إلا أنها تفتقد إلى الكثير من الخدمات، ومع أن عمليات الدفن فيها تشبه العرض المستمر نهارا ومساء، وعلى مدار الفروض الخمسة، إلا أنها بدون إنارة مناسبة، ولا مظلات لتلقي العزاء، وإذا كان الدفن في وقت الظهيرة أو قبل العصر، فعلى المعزين تحمل الشمس الحارقة، وقوفا على الأقدام حتى تنتهي عملية الدفن وتقديم واجب العزاء. وإذا كان الدفن مساء، فليس أمام المشيعين، والمشاركين في عملية الدفن، وتقديم العزاء، سوى الاستعانة بمصابيح السيارات، في مشهد لا يليق بحرمة الموتى، فضلا عن تسببه في إرباك الموقف، وإيذاء المعزين وأهل المتوفى، والمشكلة الأكبر أن المواقف الخارجية لا توجد بها أي إضاءة، وهو ما يجعل المكان موحشا، وكثيرا ما يؤدي الظلام إلى مواقف صعبة تحرج القادمين للمشاركة في توديع المرحوم. هذه المشاهد التي تثير استياء الأهالي، تنقلها «الوئام» إلى المسؤولين بالأمانة، بهدف رفع المعاناة عن كل من يتردد على هذه المقبرة لتقديم واجب إسلامي حث عليه ديننا الحنيف، أو كما قال لنا بعضهم يجب إيجاد حل سريع لنقص الخدمات بهذه المقبرة، مشيرين إلى أن باب الدخول للمعزين والمشيعين، تعترضه حفريات كثيرة، كما أن أرضيته غير منبسطة، وتسبب إزعاجا لكبار السن، الذين يعانون أشد المعاناة عند دخولهم لسور المقبرة. وعندما نقلنا هذه المعاناة إلى أسامة الزيتوني مدير الإعلام والنشر بأمانة العاصمة المقدسة أوضح ل«الوئام» أن إنارة المقابر محرمة شرعا حسب فتوى سماحة المفتي، مشيرا إلى أن جميع الشوارع المحيطة بالمقبرة مضاءة، «وهذه الإضاءة تسهم قليلا في إنارة المقابر» على حد قوله، مؤكدا أن الأمانة ستقوم بتقوية الإضاءة الخارجية وزيادة عدد أعمدة الإنارة في الشوارع المحيطة بالمقبرة. يشار هنا إلى أن أمانة العاصمة المقدسة كانت قد أنشأت مقبرة الشهداء بطريق الشرائع داخل حدود الحرم لاستخدامها بجانب مقابر المعلاة والشرائع والعدل وبحرة. وهى واحدة من 128 مقبرة موزعة على أحياء مكةالمكرمة، وتبلغ مساحتها الإجمالية 18 ألف متر، وتتكون مقابرها من شق ولحد. وتوجد بمكةالمكرمة عشرات المقابر القديمة التي تم تسويرها وغلقها، ويوجد ببعض المقابر عربات جولف تعمل بالشحن الكهربائي لنقل كبار السن، من المدخل إلى موقع الدفن. وغالبا ما يدفن الأموات غير السعوديين في مقبرة الشرائع والسعوديون في مقابر العدل والمعلاة والشرائع. وتعد مقبرة المعلاة الأثرية الأكثر إقبالا، لقربها من الحرم المكي الشريف، وتستوعب المعلاة (30) ألف قبر، بينما تشتمل الشرائع على اللحد والشق، وتحتوي عشرة آلاف قبر، أما مقبرة العدل فجميع قبورها من نوع اللحد التي من الصعب عدها، أما مقبرة بحرة فجميع قبورها من نوع اللحد، ويجري حاليا توسعة مقبرة مركز بحرة فضلا عن تسوير الكثير من المقابر في القرى والهجر. رابط الخبر بصحيفة الوئام: بالصور: مقبرة شهداء الحرم تعاني الإهمال.. وفتوى تحرم إنارتها