ظهرت اتهامات عدة لنادي مكة الأدبي، أبرزها أنه أصبح مكانا «للشللية» وأبوابه موصدة أمام الكتّاب الشباب، وتهميش المرأة وتغييبها ووضعها تحت «العزلة»، إضافة إلى إغلاق أبواب النادي أمام نتاج المثقفين والأدباء أبناء مكةالمكرمة. هذه الاتهامات وجهتها «عكاظ» إلى رئيس نادي مكة الأدبي الدكتور حامد الربيعي، الذي دافع بالقول: «هذا اتهام قديم يردده بعض من لا يحضر فعاليات النادي، ويجهل برامجه، والاتهام على المجهول غير مقبول، ومناشط النادي تفصح عن ذلك التنويع في الموضوعات، من أمسيات شعرية، وقصصية، وإلقائية، ومشاركات تنظيمية، وإسهامات كتابية في مجلة النادي». وأوضح أن النادي سبق أن قدم دورات في كتابة القصة والمسرحية والخط العربي، والشباب كانوا الأغلبية في حضور هذه الدورات، وأمامه مشروع مع تعليم مكة. أما عن المشاركات النسائية في النادي، فأوضح الربيعي أن المرأة حاضرة وصوتها مسموع، ومشاركتها محمودة، ولبى النادي رغبة عضوات «رواق مكة النسائي» في الانضمام إلى النادي، وممارسة نشاطات الرواق تحت مظلته، وفق معايير وضوابط تفرضها الأنظمة. وأشار إلى النادي ينقصه المكان المناسب، وهو الذي يسعى إليه باستكمال مبناه الجديد، الذي سيكون معلماً من معالم مكةالمكرمة، إذ يضم مختلف المرافق التي يمكن أن ينوع فيها النشاطات، ويحقق التطلعات. وردا على الاتهام بسيطرة بعض الأسماء على النادي، قال: «لسنا أمام أسماء مسيطرة، إنما أمام مجموعة تم اختيارها ديموقراطياً، بانتخابات رعتها وزارة الثقافة والإعلام، ومع الأيام وفق ما ستنص عليه لائحة الأندية الأدبية المرتقبة سيكون هناك بلا شك أسماء جديدة، فبيئتنا زاخرة بالأدباء والمثقفين، والأبواب مفتوحة للجميع شباباً وشيباً والبقاء للأصلح». وأضاف: «يجب الأخذ بالاعتبار والتأكيد على أن مجلس إدارة النادي كغيره من مجالس إدارات الأندية الأدبية جاء بانتخاب من أعضاء الجمعية العمومية، الذين يمثلون المجتمع الثقافي في مكةالمكرمة». «عكاظ» توجهت إلى بعض المثقفين والأدباء بالسؤال، إذ قال الدكتور سعود الصاعدي: «لا أرى عزلة مفروضة من طرف النادي، بل العزلة من الطرف المستهدف بالثقافة أكثر، وذلك بسبب طبيعة العصر». وأضاف: «يبدو لي أن المشكلة لا تتعلق بنادي مكة الأدبي وحده، وإنما هي قضية ثقافة مؤسسية تحتاج إلى وعي اجتماعي بدور الثقافة التي تقدمها المؤسسة، وهذا الأمر يتطلب جهودا من الجميع، من المؤسسة بالاقتراب من المجتمع والربط بينه وبين الثقافة بطريقة تناسب عصر الانفتاح التقني والإعلام الجديد، ومن المجتمع نفسه بتثقيف نفسه وصناعة وعيه للإقبال على مثل هذه الأنشطة». وأضاف: «يحتاج النادي وغيره من الأندية التواصل مع فئات المجتمع الثقافي عبر تكثيف الدورات التدريبية، وتقديم نتاج الأدباء المحلي بشكل دوري، والتركيز على أدب المنطقة وتراثها، وغيرها من المناشط الثقافية والاجتماعية». أما الكاتبة رباب الفهمي، فترى أن النادي عانى الكثير بسبب المشاكل الداخلية بين أعضاء مجلس الإدارة، وهذا كان السبب الرئيسي لتغييبه عن الساحة الثقافية والفعاليات الأدبية، وانعدام الثقة بين أعضائه انعكس بشكلٍ سلبي عليه. وأضافت: «نحتاج في النادي دعم العقول الشابة التي لديها ثقافة أدبية تحتاج مساحة خاصة؛ منصة لعرض ما في جعبتهم من جمال ثقافي، ووطننا يؤيد أن يكون الشباب والشابات هم عجلة التنمية في جميع المجالات والقطاعات العملية والعلمية والثقافية». وكانت تساؤلات عدة طرحت على الوسط الأدبي والثقافي بمكة، أبرزها: ما الذي ينقص النادي ليشارك في إثراء الحراك الثقافي مع تنوع وتعدد الثقافات في منطقة مكة؟، وهل سنشهد أسماء شابة في الدورات القادمة أم ستتكرر الأسماء ذاتها المسيطرة على النادي؟، وهل هناك رؤية قادمة للتطوير وتفعيل الدور الثقافي للنادي؟.