يبدو أن الظهور بمظهر «المظلومية» لم تعد إستراتيجية ناجعة للنظام القطري، واعتقدت الدوحة أن فتح خطوط اتصال مع اللوبي الإسرائيلي وكسب الأصوات الأمريكية المؤيدة لإسرائيل سيجعل منها «أكثر اعتدالاً»، بحسب صحيفة أمريكية، وأشارت الصحيفة إلى محاولات قطر اليائسة في تصوير نفسها كضحية بعد مقاطعة الدول ال4 الداعية لمكافحة الإرهاب. وأكدت صحيفة «ذا هيل» الأمريكية في عددها الصادر أمس الأول، سعي قطر - بشتى الوسائل - طوال ال6 الأشهر الماضية إلى التواصل والالتقاء بمسؤولين أمريكيين، في مسعى إلى «وضع وجه معتدل على سجلها، ومحاولة دفع الاتهامات بأنها استضافت متطرفين وبأنها أصبحت قناة لتمويل الإرهاب». واستشهدت الصحيفة بتعاقد النظام القطري مع شركة أمريكية للعلاقات العامة - في إطار مساعيها لتحسين صورتها - واستضافة العديد من المسؤولين الأمريكيين بشكل متكرر، كما أنه اتصل بآخرين مقربين من اللوبي الإسرائيلي لظنه أن الاتصال بالأصوات المؤيدة لإسرائيل سيجعل وجه الدوحة «أكثر اعتدالاً»! ورأت الصحيفة أن المشكلة في محاولة قطر إعادة تصنيف نفسها كدولة معتدلة والظهور بمظهر الضحية، هي أن قطر لم تكن أبدا «نظيفة حول دعمها وتمويلها الإرهاب». وأن المراسلات الدبلوماسية الأمريكية المسربة تؤكد أن واشنطن لديها مخاوف طويلة إزاء استضافة قطر للمتطرفين. ولفتت إلى أنه في السنوات الأخيرة، سعت قطر لتصوير نفسها على أنها ستغير أسلوبها، بعد أن تنازل الأمير حمد بن خليفة آل ثاني عن الإمارة لابنه تميم. إلا أن ديفيد فاينبرغ، الكاتب في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، ذكر في يناير 2017، بأن ليس هناك دليل مقنع على أن قطر ستتوقف عن السماح بتمويل الإرهاب. وفي محاولة لتحسين الصورة، وقعت قطر في يوليو 2017، اتفاقية مكافحة تمويل الإرهاب مع الولاياتالمتحدة خلال زيارة وزير الخارجية ريكس تيلرسون. وعرجت الصحيفة إلى التساؤل، «إذا كانت قطر ملتزمة حقا بمكافحة تمويل الإرهاب، فلماذا انتظرت إلى أن تواجه أزمة مع جيرانها لتوقيع اتفاق مع واشنطن؟»، واختتمت الصحيفة قائلة، إن الدوحة تحاول أن ترسم نفسها ك«ضحية»، حيث يصور انتقاد قطر على أنه يضر بحرية الخطاب الإعلامي لقناة الجزيرة. ومع ذلك، فإن الواقع هو أكثر غموضا بكثير. فالجزيرة ليست نموذجا لحرية التعبير داخل الإمارة، حيث إن الأسرة الحاكمة فوق النقد، ووسائل الإعلام القطرية ليست حرة. فالدوحة كانت وما زالت منبرا للمتطرفين على مدى عقود.