وها نحن نودع عام 2017 بكل ما فيه من أحداث وتطورات ومفاجآت، بعضها لا زال له وقع الدهشة والذهول. مر هذا العام على الوسط الرياضي بتقلباته الدراماتيكية ثقيلاً جداً، ومليئاً بالأحداث من العيار الثقيل، كان بعضها مفرحا وبعضها محيرا وبعضها لم يستطع الشارع الرياضي فهمه وهضمه واستيعابه حتى هذه اللحظة. ودون شك كان تأهل منتخبنا الوطني الأول لكأس العالم في روسيا بعد غياب طويل على رأس الأحداث السعيدة التي انعكست بشكل إيجابي على تفاصيل المشهد الرياضي، وكان لهذا التأهل تداعيات كثيرة لا تزال تتفاعل على أكثر من صعيد. ثم جاء تعيين تركي آل الشيخ رئيسا للهيئة العامة للرياضة بمثابة الزلزال الذي لا تزال هزاته الارتدادية تضرب في أكثر من مكان من وسطنا الرياضي، وخلال فترة وجيزة غير هذا الرجل وجه المؤسسة الرياضية العتيدة من حال إلى حال آخر، فحررها من البيروقراطية ونقلها من سنوات الرتابة وبطء القرار إلى مؤسسة متقدة، نشطة، حيوية، مبادرة، سريعة، جريئة، شجاعة. وعندما فتح تركي آل الشيخ ملف الفساد في الوسط الرياضي، لم يكن أكثرنا يصدق أنه سيمضي بهذا الملف إلى نهايته، حتى أولئك الذين لا يهتمون بالشأن الرياضي وجدوا أنفسهم مشدودين لما يحدثه هذا الرجل من صدمات نوعية وقوية، ولم نكن وقتها ندرك بأن فتح ملف الفساد في الوسط الرياضي كان بروفة ومقدمة لفتح ملف الفساد في البلد بشكل عام. ثم كرت سبحة قضايا الفساد في الوسط الرياضي، ورفعت الحصانة عن أسماء وجهات كنا حتى وقت قريب نرى دونها خطوطا حمراء، لا يتجرأ أحد من الاقتراب منها. وبالتزامن معها توالت قرارات الإصلاح والتغيير وإعادة البناء، حتى أصبح الجمهور الرياضي ينام على خبر ويستيقظ على آخر. ولم يخل العام المنصرم من الحوادث المحزنة والسيئة، وأهمها خسارة فريق الهلال نهائي آسيا وحرمانه بالنتيجة من الوصول للمونديال العالمي للأندية، لكن هذه الخسارة التي وإن أحزنت الهلاليين وكثيرا من الرياضيين فقد أسعدت «ويا للمفارقة العجيبة» شريحة كبيرة من الجمهور الرياضي وخصوصا من جمهور النصر، الذي ظل محتفلا طيلة أسابيع بهذه الخسارة. وما دمنا جئنا على ذكر النصر فمن بين الأحداث المهمة في هذا العام هو صمود واستمرار فيصل بن تركي في رئاسة النادي، رغم المطالبات النصراوية الملحة باستقالته. في المقابل كان اعتزال الأمير خالد العبدالله الوسط الرياضي حدثا سيئا، ليس للأهلاويين فقط وإنما للوسط الرياضي بشكل عام. والحقيقة أن الأحداث والتطورات الرياضية المهمة التي شهدها العام المنصرم أكثر من أن نرصدها في هذه العجالة، لكن هذا ما سمحت به مساحة هذا العمود. متمنيا أن يكون عام 2018 حافلا بالتطورات والتغييرات التي تأخذ وسطنا الرياضي إلى آفاق أرحب.