ما أصعب أن يكتب الإنسان عن نفسه، كونه لن يتطرق إلى المآسي لحظات الحزن في حياته، إلا أن الأديب الراحل سليمان الفليح كتب عن شخصيته بصدق، ونقل تفاصيلها السعيدة والحزينة، تاركاً سيرة مليئة بالأدب والشعر والصحافة، وخليطا بين حياة البداوة الحقيقية ومعيشة المدينة، وشارك من خلالها في حروب عدة، ورسم صورة زاهية بروازها الثقافة والشهامة العربية. وكتب سليمان الفليح عن حياته: «وضعتني أمي تحت شجيرة في الصحراء، ولفّتني بطرف عباءتها، ثم سارت في ركب القبيلة الظاعنة نحو حدود الغيم بحثاً عن الكلأ والماء. عشت طفولة بائسة بين رعي صغار الغنم، ورعي الضأن، ورعي عدة نوق عجفاء، وهي آخر ما تبقى للأهل بعد سنوات متوالية من الجدب والقحط والجوع. مات أبي خلال تلك الظروف بسبب فقر الدم وداء السل الرهيب، ثم تزوجت أمي من رجل آخر، وتعهد بتربيتي خالي، وفي ميعة الصبا والشباب عدت إلى قبيلتي التي طوت خيام الترحال، وتوزعت بين المملكة والكويت، أما أنا التحقت بالجيش الكويتي منذ عام 1970 إلى أن تقاعدت في أوائل 1997م، وتدربت خلال تلك المدة على العمل الصحفي في جريدة السياسة الكويتية، وكتبت أولى مقالاتي (هذرولوجيا) فيها، وعملت صحفياً ومراسلاً حربياً لفترات وجيزة على الجبهتين المصرية والسورية خلال حرب الاستنزاف 1971 – 1973». ويقول سامي (الابن الأكبر لسليمان الفليح): «ولد سليمان بن فليح بن لافي العميري السبيعي العنزي في عام 1951 في إقليم الحماد شمالي المملكة العربية السعودية بحسب ما ذكره أبي شخصيا اعتمادا على روايات شفوية لمعمري القبيلة، عاش اليتم مبكرا بعد أن توفي والده حين أتم أبي الرابعة من العمر، فعرف الفقد مبكرا مع شقيقته الوحيدة منيفة، فتعهده بالرعاية والاحتضان خاله سكران الضابط في الجيش الأردني حينها». ويضيف سامي أن شخصية الخال أثرت كثيرا على ابن الأخت بصفاته العطوفة الحانية المحبة للمزاح، قارضا للشعر والروايات الشعبية في مجلسه الذي كان مقصدا لكثير من الوجهاء وشيوخ القبائل الذين في الغالب يأتون ضيوفا أو لحاجات حياتية تقضى، ما «فتح ذهن أبي مبكرا وحافظته على الكثير الكثير مما روي من سير ومفاخر وقصص، وكان الخال يشغل مركزا إشرافيا عسكريا مهما على الحدود الجنوبية للمملكة الأردنية لذا عرفه الناس وعرفهم واحتك بهم وساهم في حل قضاياهم ما منحه احتراما وسمعة طيبة»، لافتاً إلى أن والده دخل مدرسة داخلية لأبناء وأقارب الضباط بتوصية من خاله فمضى يجتاز بهمة سنوات الابتدائية والمتوسطة، لكن الانضباط والقوانين الصارمة والفقر أيضا لم «تكن لتلائم روح أبيه الطفولية النازعة للتمرد والغضب». ويتابع: «لم يستمر والدي في الدراسة بعد تجاوزه المرحلة المتوسطة وفي نهاية الستينات الميلادية وفي سن المراهقة قرر شد الرحال إلى الكويت للالتحاق بصفوف الجيش الكويتي الذي كان يعتمد على تجنيد أبناء القبائل وفق نظام عرف حينها بالمساطر، حيث مجرد تزكية مختومة من ضابط من أبناء نفس القبيلة تمنح صاحبها شرف الخدمة العسكرية والوظيفة وهكذا دخل أبي للخدمة عسكريا في عام 1970، وفرز فور تجاوزه الدورة التأهيلية ولكونه يجيد القراءة والكتابة إلى شعبة التوجيه المعنوي بالجيش الكويتي المسؤولة إجمالا عن التواصل الإعلامي في المؤسسة العسكرية، وسعيا من شعبة التوجيه المعنوي لتطوير أداء منسوبيها أرسل أبي لجريدة السياسة الكويتية صقلا لمهاراته الكتابية كمحرر صحفي، وهكذا دخل فتى الصحراء إلى عالم الصحافة». ويستطرد سامي: «تزوج أبي بأمي (ابنة عمه) في عام 1971 كما يفعل أغلب أبناء مجتمعات الشرق ومضى يستكمل بناء حياته، لكن هذه المرة برفقة سند وهو الذي عاش وحيدا خاليا خليا، تجاوز أبي الدورة المقررة للتعلم في جريدة السياسة الكويتية مكتشفا القراءة والمعرفة متأثرا بما راقبه وشهده خلال هذا المفترق المهم والمؤثر، فبدأ بالنهل والاستزادة وتنويع مصادره بشغف هائل وكأنه تلمس ما ينقذه من كل هذا العذاب الذي طلى قلبه وروحه مشكلا نواة وعي مبشرة، وتم تكليف أبي للذهاب إلى جبهة قناة السويس على الجبهة المصرية لحرب 1973، مراسلا حربيا لشعبة التوجيه المعنوي في الجيش الكويتي ضمن القوات الكويتية التي شاركت بالحرب إلى جانب القوات العربية». ويذكر أن أباه بدأ من جبهة القتال نقل القصص والمواضيع والكتابة حتى انتهت الحرب فعاد إلى الكويت وعاد لزيارة السياسة زميلا وصديقا للمحررين والكتّاب الكويتيين والعرب الذين كانوا يملؤون جنبات الجريدة حينها بعد تجربة الحرب الغنية إنسانيا ومعرفيا. ويوضح أن والده أثناء عمله الأساسي عسكريا في قوة حرس الحدود اقترح تخصيص صفحتين في مجلة «حماة الوطن» الخاصة بالجيش الكويتي لنقل حكايات وقصص وشعر وأسلوب المهربين، لقيت الفكرة ترحيبا مع إلزامه بكتابتها وتحريرها، وهكذا بدأ أبي بكتابة وتحرير هذا الباب الصحفي الممتع ونشره في المجلة منذ منتصف الثمانينات الميلادية حتى الغزو العراقي لدولة الكويت 1990. ويقول سامي: «مع دخول القوات العراقية غازية للكويت انتقلت عائلتنا للسكن في مدينة الرياض، إذ الأقارب والأهل وأبناء العمومة، وكان وقع الغزو العراقي قاتلا وصادما حد الفجيعة على أبي، لكنه حول صدمته إلى قوة هادرة بعد أن تلقى دعوة للكتابة في جريدة الرياض من قبل المرحوم فهد العريفي الكاتب والمثقف المحترم والمعروف الذي كان يشغل منصب نائب المدير العام لمؤسسة اليمامة، فبدأ بعد أسبوعين من الغزو الغاشم في إطلاق قذائفه الكتابية اليومية الملتهبة مع الحق وضد الظلم؛ مفندا وكاشفا ورادا وصادحا بما يمليه عليه الظرف وتستوجبه القيم والأخلاق، وكان أبي جبهة حقيقة ضد الظلم مع الحق»، مشيراً إلى أن منزلهم خلال فترة الغزو كان مقصدا لأغلب المثقفين الكويتيين والسعوديين نقاشا وسجالا وكذلك الناس الذين فقدوا أحبة، آملين أن تصلهم حروفه بمن فقدوا أو شردوا، وتحول الراحل إلى صلة وصل بين الكويتيين ووطنهم السليب من زاويته كانوا يطلون عليه ويتصلون به. ويضيف: «مع تشكيل المركز الإعلامي الكويتي الذي أنشأته الحكومة الكويتية في المنفى في مدينة الرياض لمواجهة ورصد ما يكتب والرد عليه وينشر تبريرا للظلم وتعضيدا له، تطوع أبي للعمل، ومع تحرير الكويت كان أبي على أول طائرة تحمل الإعلاميين للأرض المحررة، ومن أوائل من دخل لأرض الكويت الحرة بعد ثلاثة أيام من دخول قوات التحرير، ومع بدء عودة الشعب الكويتي لأرضه المحررة قرر أبي عدم العودة والاستقرار في مدينة الرياض، كونه شعر حينها بأنه أنجز مهمته، ومعاركه الكبيرة في الحياة تقلصت، لكننا أقنعناه بأن سنوات قليلة تفصله عن حصوله على التقاعد الوظيفي ويمكنه العودة بعد ذلك للاستقرار في مدينة الرياض، ومداراة لخواطرنا عاد للكويت بعد تحريرها وعاد لعمله في الجيش الكويتي بانتظار انقضاء المدة الباقية على تقاعده، لكن روحه بقيت في مدينة الرياض». ويؤكد أنه في السبعينيات الميلادية حمل والده قصائد البدايات إلى رابطة الأدباء لمحاولة إسماع ما يمور في روحه المرهقة للأسماء الكبيرة التي تحتشد بها الرابطة حينها بحثا عن توجيه أو نصيحة أو إشادة تدفعه للتقدم، لكن الإجابة الصادمة والتوجيه الجاف اللذين تلقاهما من شاعر كان يظنه مهما دفعتا به إلى محاولة رمي ما كتب وتمزيقه، حيث سمع تقريعا، وانكفأ مشروعه الشعري لكن إلى حين، وبعدها طلب منه الشاعر العراقي فيصل السعد الذي كان مشرفا حينها على الصفحة الثقافية بجريدة السياسة نصا مما كتب بعد أن شكا له الفليح ما حدث في رابطة الأدباء، وأعطاه نص (التوجسات في الزمن الفاسد) الذي احتفل به السعد وأبرزه نشرا.. وهكذا انطلق الفتى البدوي في سماء الشعر الفصيح، لافتاً إلى أن والده استمر في النشر والكتابة الشعرية حتى أنجز ديوانه الشعري الأول «الغناء في صحراء الألم» عام 1979 وألحقه بديوانه الشعري الثاني «أحزان البدو الرحل» 1981، لكن الكتابة الصحفية وجرأة ما يتناول حينها أضاق بعض الصدور الأمر الذي أدى إلى توقفه قسرا عن الكتابة الصحفية باسمه الصريح، لكنه تحايل على ذلك الإيقاف القسري، واستمر في الكتابة تحت اسم مستعار هو «الصادق الصحراوي» مع تغيير اسم الزاوية إلى «أصارحكم»، لكن الأمر اكتشف بعد مدة ليست بالطويلة وهكذا توقف أبي عن الكتابة الصحفية في 1982. ويقول سامي: «أثرت الصحراء برعبها وجوعها وجدبها المهلك على أبي كثيرا، لاسيما في سنوات طفولته وأنقل عنه هنا أنه أصيب صغيرا بالعمى مرتين بسبب الجوع خلال الخمسينيات الميلادية». انحاز للبسطاء وعشق الرياض وفارسها يقول سامي الفليح: «في 23 يوليو 1999 حمل أبي رحله وعائلته حاطا ركائبه في كنف أمير منطقة الرياض في ذلك الوقت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أكرم أبي كما هي عادته وحل كل إشكالياته الحياتية والإجرائية فأحبه أبي عميقا، ورآه وهو كذلك مثالا لكل القيم النبيلة التي بحث عنها طويلا، واستقر أبي بعد أن أضناه الارتحال في مدينة الرياض وتلقائيا استمر في الكتابة شبه اليومية المنتظمة في صحيفة (الرياض)، وعاد من جديد للالتحام مع من يحب حكاما وشعبا وقراء ومسؤولين مستمرا في تبني صوت الناس ومشاكلهم وحضوره المميز وسط تفاعل كبير فأحاطه الناس بالمحبة والتقدير». ويضيف أن في عام 2004 انتقل للكتابة في صحيفة «الجزيرة» بشكل شبه يومي مع ذات التناولات والوهج الذي ملأ حياة والده بالجمال والبهجة، وكانت السنوات الأخيرة لحياة الراحل منذ انتقاله للاستقرار في مدينة الرياض 1999 حتى وفاته -رحمه الله- في 21 أغسطس 2013 رحلة من المتعة والبهجة والهدوء الرائع عوضته عن كل سنوات الحرمان الطويلة وكان الفضل للملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أحاطه بالرعاية فحاول سليمان الفليح رد معروفه الهائل بقصائد عدة. ويذكر أن والده قدم وأعد برنامجا تلفزيونيا في تلفزيون «الواحة» عام 2003 مدة سنة تقريبا وشارك في تحكيم عدد من المسابقات التلفزيونية الشعرية وأنجز نشرا ديوانه الشعري الأخير «البرق فوق البردويل» 2010 بدعوة من نادي الجوف الأدبي ورئيسه إبراهيم الحميد، مشيراً إلى أن والده له تجربة يتيمة في الأغنية حيث كتب كلمات أغنية «أصرخ في أبواب العالم» كمقدمة سينمائية لفيلم «بكاء النوارس» الذي أنتج في عام 1995 لحنها الملحن الكويتي الكبير يوسف المهنا وشدا بها الفنان الكويتي القدير عبدالكريم عبد القادر، وكانت القصيدة بالفصحى تنتصر للبيئة البكر في مواجهة التلوث وتذكر بالحياة في مواجهة ما يدمره الإنسان، إضافة إلى مساهمته في العديد من النشاطات ذات الطابع الوطني والحوارات الرسمية، وكان فاعلا بقوة في المجتمع وصديقا للكثير من الأمراء والمسؤولين وأعيان البلاد. ويقول عن وفاته: «في مساء 21 أغسطس 2013 أسلم الروح لبارئها في المستشفى الإسلامي بالعاصمة الأردنية عمّان إثر التهاب رئوي تطور سريعا ودفن في المقبرة الهاشمية، حيث كان أبي يقضي إجازة عادية برفقة أمي وبعض الأقارب، وصلت إلى عمّان بعد اتصال هاتفي صباحي من أمي تطلب حضوري فشهدت الساعات الأخيرة لأبي حيا، وبعد أن أخذ الله أمانته غسلته بيدي وكفنته وأنزلته لمثواه». زاويته «هذرولوجيا» ولدت من رحم «مخاريز» اشتهرت زاوية «هذرولوجيا» للكاتب والأديب سليمان الفليح، إلا أن الكثيرين لا يعرف قصة بدايتها، إذ يقول سامي الفليح: «في أحد الأيام وبينما محرر الصفحة الخاصة بالمجتمع في صحيفة السياسة يستعد لتسليمها للإخراج اكتشف نقصا في أحد المواد، وبدأ بالبحث عن مادة بديلة فلم يجد، فسأل أبي هل لديك ما تود نشره في صفحة المجتمع؟ خبرا أو قصاصة أو شكوى، أجاب أبي: نعم وأخرج من جيبه مقالا قصيرا احتفظ به انتظارا لمثل تلك اللحظة، وكان المقال قصيرا يحمل نفسا نقديا خفيفا وشعبيا لملامح ومظاهر اجتماعية حينها، قرأ المحرر المسؤول المقال ووجده لطيفا يصلح للنشر، لكن المشكلة كانت في الاسم، واقترح المحرر المسؤول حينها نشرها تحت اسم مستعار فطلب من أبي اختيار اسم مستعار، فاختار الراحل بعجالة اسم (مخراز) لتوقيع المقالة، واقترح المحرر المسؤول اسم مخاريز عنوانا للزاوية وفعلا نشرت الزاوية التي كانت حينها خفيفة لطيفة ذات إيقاع بسيط وتحوي شعرا شعبيا نقديا بمزيج من عبارات تهكمية ساخرة، وهكذا بدأ أبي بالكتابة تقطعا في صفحة المجتمع وتحت اسم مستعار، لافتا الانتباه إليه عبر أسلوب ساخر لطيف خفيف أقرب إلى المزاج الشعبي مع إضاءات إبداعية وأسلوبية، إلى أن قرر رئيس التحرير أحمد الجارالله بعد فترة نقل الزاوية ونشرها على الصفحة الأخيرة وبالاسم الحقيقي لكاتبها وهكذا بدأت زاوية «هذرولوجيا» التي بقيت مرافقة له حتى آخر العمر». ويضيف أن لاسم «هذرولوجيا» قصة رسم ملامحها ناجي العلي (رسام الكاريكاتير الفلسطيني الشهير) والكاتب الكويتي سليمان الفهد (شيخ الكتاب الساخرين) واللذان اقترحا هذا الاسم المركب الممزج من «الهذر» و«اللوجيا» بمعنى أننا كعرب أمة من «الهذر» والكلام لا غير وهكذا في عام 1974 انطلق أبي في عالم الكتابة المذهل وبدأ يحقق حضورا لافتا وجمهورا، رغم زخم الأسماء العربية الكبيرة التي كانت تحتشد بها «السياسة» حينها والصحافة الكويتية كتابة وحضورا. ويشير إلى أن والده تنقل بزاويته «هذرولوجيا» في الصحافة الكويتية من «السياسة» و«الوطن» و«الرأي» وفي الصحف السعودية «الرياض» و«الجزيرة»، موضحاً أن والده اعتبر «المختلف» ابنته فكتب بها ونشر قصائده وظل بمثابة مستشار لكادرها التحريري طوال التسعينيات الميلادية. آراء حول تجربة سليمان الفليّح * البدوي الذي يجول شوارع الكويت حاملاً دواوينه الصغيرة ودواوين الوار ورامبو وبوشكينه، إنني لم أكن أتخيل وجود مثله في خليج النفط. المستشرق الألباني موفاكو * لماذا لم يقل لي المنقبون عن الكنوز لجوف الأرض في بلادكم عن هذه الكنوز التي تحيا فوقها مثل هذا الشاعر الرهيب. المستشرق الروسي شاغال * يمزج جمال عذابه بأجمل عذابات اللغة. إن صعلكته تغرر بنا دوماً لكي نهيم بهذا العالم الوحش الشاعر البحريني قاسم حداد * ميزة هذا البدوي المتجول أنه لايزال ينطق شعرا في عصر غاب فيه الشعراء. الكاتب المصري الساخر محمود السعدني * تلتقي البداوة بفطرتها والمدنية بخبرتها في شخص. خالد سعود الزيد أديب ومؤرخ كويتي * إنه سفير البادية في المدينة وسفير المدينة في البادية. الدكتور عايد المناع * هذا البدوي الفذ جعل من «دشداشة» بيئته راية حضارة ونصاعة. الكاتب الفلسطيني عبدالله الشيتي