أوقفتني أم عايض في (موقف العجب) وما أكثر مواقفها معي والتي تشبه كثيراً (مواقف النفري) باعتبارها فيلسوفة زمانها واوانها وهي لمن لا يعرفها عجوز حيزبون دردبيس تشبه إلى حد ما (المرجومة) غولدا مائير ولكنها صديقة أزلية لي وقد تعرفت عليها حينما جاءت ذات يوم في حينا القديم في مدينة الجهراء الكويتية وهي تكنس الشارع بعباءتها الرثة وهي تلعلع في الشارع بشتم جميع السكان بمن فيهم أنا وحينما جاوزتني تماماً وكنت استمع في السيارة إلى اسطوانة المرحوم عبدالله فضالة التي يصف فيها البنات وخصيصاً حينما ينهيها بقوله: يا عجوز ابليس يا حدباء ظهر خبريني يا خبيثة وش تبين ساعتها حدجتني ام عايض بنظرتها الهتلرية وانهالت عليّ بالشتائم والسباب، وبالطبع لم أملك خياراً سوى الانصياع والاذعان لشتائمها بل أمعنت في اهانتي أن طرقت الباب على أم سامي وحرضتها على هجر هذا المخبول الذي هو أنا وقعدت تتقهوى وتسرد لأم سامي كل أخبار النساء في الكويت والسعودية والدول المجاورة، ثم انني احتراماً لها انحنيت على رأسها المبجل وقبلته من فوق شيلتها العفنة التي تفوح برائحة الماعز، ذلك الماعز الذي كان السبب الرئيسي في خلافي معها إذ اقتحمت عنزتها المدللة ديوانيتي ووجدت قصيدة انهيتها للتو فراحت تعلفها بلا شفقة فلحقت بها ولويت (بوزها) وأخرجت القصيدة ولكن علاقتي معها رغم المحبة ازدادت سوءاً مع الايام ولكنها لا تستغني عن أخبار الصحافي (أنا) كلما احتارت في أي خبر تسمعه في الراديو باعتباري (فهيمة) زماني كما تدّعي زوراً وبهتاناً. وقد انقطعت اخبار أم عايض عني طويلاً إلى أن نادتني يوماً زوجتي وقالت لي هذه العجوز تبي تسلّم عليك وبعد أن أمطرتني كعادتها بسيل الشتائم والتهم الباطلة - بالكبرياء وما إليها من حرتقاتها العتيدة!! كانت أم عايض بشحمها ولحمها، عفواً بعظمها وجلدها فقط ماثلة أمامي عجوز (كركوبه) اكل عليها الدهر وشرب بل زادت تحدياً وسلاطة لسان وخرفاً وراحت تسألني كعادتها عن الاخبار أي أن (ريمة عادت لعادتها القديمة) ثم قالت بكل ازدراء.. هيا يافهيم فهّمني عن (صدع البحر؟!) وبعد لتّ وعجن فهمت أنها تتحدث عن الفيضانات والزلازل التي ضربت شرق آسيا وقلت لها احمدي ربك أنك لم تكوني (سائحة) هناك فقد غرق مئات السياح!!.