أحب كثيراً الشاعر العراقي الكبيرسعدي يوسف كرائد من رواد القصيدة العربية الحديثة وكشاعر يكتب بتفرد القصيدة اليومية دون غيره من الشعراء العرب، كما ان سعدي كما عرفه القارئ العربي هو من أعذب الشعراء عبارة وأرقهم مشاعر وأنبلهم حكمة، ولكنني نحيت هذا الحب جانباً ذات مرة وكتبت عنه بقسوة تعادل محبتي له لأنه اخطأ بشأن المنطقة وانسانها حينما قال ذات مقابلة له مع الشاعر اللبناني يوسف بزي حينما كان الاخير محرراً ثقافياً في جريدة الرأي العام الكويتية التي كنت اكتب فيها في العام 6991م اذ قال كما اذكر (انه لايمكن نشوء حضارة في الخليج بسبب النفط!!) ولكنها قد تنشأ في موريتانيا مثلاً لانها متصلة باوروبا - هكذا (!!) وكان ذلك خطأ ثقافياً وجغرافياً ارتكبه سعدي، وكان ينم عن كراهية المثقف العربي - او بالاحرى - حسده - لهذه المنطقة وإنسانها مهما اعطت واعطى ذلك الانسان وكانت تلك سقطة اولى للشاعر سعدي يوسف، وهاهو يسقط مرة اخرى حينما كتب كلاماً بذيئاً لايليق به كإنسان ولاكمثقف ولاكشاعر بحق الشيخ زايد بن سلطان يرحمه الله رغم انني لم أسمع مواطناً عربياً واحداً وفي خضم المعزوفة العربية العتيدة في شتم الحكام يشتم زايداً بالذات. وذلك لأن الشيخ زايد يرحمه الله كان من اكثر الحكام الذين أحبتهم شعوبهم من القلب وذلك لأنه حول الكثبان الى حدائق غناء و حول السواحل المقفرة الى لآلئ من المجمعات والابراج الشاهقة ووحد الامارات المتناثرة في دولة غنية ينعم مواطنوها بالرفاه والاستقرار وكان من اكثر الحكام محبة لأمته العربية واكثر الساعين دوماً الي وحدة الصف - كما فعل ببلاده - بل ومن أسخاهم تبرعاً كلما حلت كارثة بأي قطر عربي ولعل آخر مآثره هو بناء مخيم جنين (حي زايد) بعد أن دمرته القوات الإسرائيلية الغاشمة في اجتياحها الاخير لمدن وقرى الضفة الغربية، كما كانت له المواقف المشرفة في الاسهام بكل القضايا الإنسانية والجمعيات الخيرية وغيرها. ومن هنا حينما يشتمه شاعر بحجم سعدي يوسف بدلاً من ان يؤبنه لحصوله على جائزة من بلاده في العام (0991) فإننا سرعان مانكتشف عدم مصداقية المثقف العربي بل وغائيته لاسيما اذا كان بحجم سعدي لذا لايمكننا الا القول (أفا ياسعدي) او بالعراقي الفصيح (أفيش ياسعدي!!).