من يتابع وسائل الإعلام الأمريكية ويراقب صراعات السياسة بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في التعاطي مع الشأن الأمريكي الداخلي يدرك أن المهنية الإعلامية والمصداقية السياسية هي آخر ما يمتلكه معظم الإعلاميين والسياسيين في أمريكا، فالمواقف من القضايا تحددها غالبا الأهواء الأيديولوجية بين اليمين واليسار، والتجاذبات الحزبية بين الجمهوريين والديمقراطيين! لذلك عندما تبدو بعض وسائل الإعلام الأمريكية معادية للسعودية أو تنشر أخبارا وتقارير سلبية تعتمد على معلومات مغلوطة أو ناقصة، فإن ذلك ليس مفاجئا، بل هو أحيانا جزء من دورها كأدوات ضغط داخل المنظومة السياسية والإعلامية الأمريكية! ومن ذلك نشر النيويورك تايمز أخيرا تقريرا عن دعم السعودية تشكيل ميليشيات مسلحة في لبنان لمواجهة حزب الله اللبناني، فالمملكة لم تفعلها في الماضي عندما كان لبنان ساحة مستباحة يحكمها بارونات الحرب، ولن تفعلها اليوم وهي تواجه لوحدها تقريبا كل تداعيات الفوضى التي خلقتها الميليشيات المسلحة والتنظيمات الإرهابية في المنطقة! من اللافت فعلا أن السياسة الإيرانية العدائية في المنطقة القائمة على تشكيل الميليشيات المسلحة والداعمة على المكشوف لجميع التشكيلات المسلحة التي تخلق الفوضى وترتكب الجرائم في العراق وسورية ولبنان واليمن لا تجد نفس الانتقادات التي توجه لدول إيجابية مثل السعودية تسعى لحماية أمنها واستقرارها والمساهمة في تحقيق السلام العالمي! أما المثير للسخرية، فهو أن يجتمع إعلام مرتزقة دكاكين الشعارات العرب وإعلام الغرب على معاداة السعودية! K_Alsuliman@ [email protected]