لو كان صخب رواد دكاكين الشعارات، وشغب مرتزقة مشاريع المقاومة يجدي نفعا لكانت القدس اليوم عاصمة الدولة الفلسطينية، وكان اليهود يصارعون أمواج البحر الأبيض المتوسط ! لكنه صخب لا يتردد صداه إلا في وديان العرب، وشغب لم يعان من جراحه سوى شعوب العرب، أما تجار الشعارات والدماء، فقد تجاوزوا المتاجرة بالشعارات والدماء في الصراع مع إسرائيل إلى المتاجرة بالضمائر في الصراع مع إيران، فلا شيء يطهر «قومجية» الشعارات من التحالف مع عدو جعل من الهيمنة على الوطن العربي شعاره، واحتلال المدن العربية هدفه، وإعلاء العرقية الفارسية عقيدته ! وإذا كنا نفهم سلوكيات عرب الشعارات المفلسين أخلاقيا وفكريا في مساندة إيران وأحزابها في صراعها مع السعودية التي دافعت وقدمت الكثير للقضية الفلسطينية والأمة العربية، فإننا لا نجد أي مبرر لسلوكيات سلطة قطر في التغريد خارج السرب الخليجي، سوى أنه نوع من المناكفة قصيرة النظر، وتعويض للشعور بالنقص والضآلة والبحث عن دور في التأثير على أحداث المنطقة، حتى وإن كان دورا سلبيا ومدمرا !. في أحداث اليمن الأخيرة كان لوسائل الإعلام القطرية والمحسوبة على المال القطري موقف تقدم حتى على وسائل الإعلام المحسوبة على الولاء الإيراني، وهو موقف قطري يمكن تجاهله ما دام محصورا في دائرة الطنين الإعلامي غير المؤثر مع تراجع تأثير وسائل إعلام تقليدية مثل قناة الجزيرة، لكنه يصبح لعبا بالنار إذا تجاوز الدعم الإعلامي لتقديم دعم مالي واستخباراتي للعصابات الحوثية التي تخوض حربا معلنة ضد المملكة، فهنا تكون سلطة قطر شريكا في الحرب وتمنح خصومها كل مبررات الرد عليها بوسائل قد تتجاوز المقاطعة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ! باختصار، كل من يقرر الاصطفاف في جبهات الحروب عليه أن يتحمل إصابات شظاياها !. K_Alsuliman@ [email protected]