في خندقها الذي تحب، ظهرت قطر في المشهد اليمني من جديد، بعد طردها من التحالف العربي لمساندة الشرعية اليمنية، الذي تقوده السعودية، في يونيو الماضي، للتوسط بين طرفي الانقلاب في صنعاء، بيد أن مصادر إعلامية أكدت رفض الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح الوساطة القطرية. وأغلق صالح الباب أمام مساعي التوسط التي كان يقودها أمير قطر تميم بن حمد لإنقاذ ميليشيات الحوثي المدعومة من طهران، بحسب سكاي نيوز. وتعود المحاولات القطرية بأذهان اليمنيين إلى وساطات قادتها الدوحة بين الحكومة اليمنية السابقة وميليشيات الحوثي؛ إذ يتهم اليمنيون القطريين بتمويل وتسليح الحوثيين تحت غطاء العمل الخيري والإغاثي، وقدم فريق الوساطة القطري دعماً لوجستياً كبيراً للحوثيين. ولعبت الدوحة «أدواراً قذرة» بحسب مراقبين يمنيين، وعمد ما بات يعرف ب«تنظيم الحمدين» على دعم الأضداد في اليمن، وتشير مصادر متطابقة إلى وصول مبالغ ضخمة إلى الحوثيين عام 2009 من قطر تحت غطاء مؤسسة قطر الخيرية، كما كان التمويل القطري لجماعات «إخوانية» في اليمن بلا حدود. ويتهم عسكريون يمنيون الدوحة بإمداد الحوثيين بمواقع حيوية لقوات الشرعية والتحالف العربي المساند لها، ويؤكد العسكريون اتهامات التحالف لقطر بالتواطؤ مع الحوثيين، ويحملون النظام القطري مسؤولية استشهاد عدد من الجنود اليمنيين. وكان وزير الدولة اليمني صلاح الصيادي قد اتهم في تصريحات سابقة إلى «عكاظ» صراحة، قطر بتمرير الدعم المالي والعسكري للمتمردين الحوثيين عبر جمعية قطر الخيرية عام 2008.