كشفت صحيفة عكاظ السعودية عن علاقة قطر بالانقلاب الحوثى فى اليمن من خلال دعم الدوحة لقادة الحوثى، مضيفة أن الدعم يعود إلى نحو 17 عامًا فى زمن الرئيس المخلوع على عبد الله صالح. وقال تقرير نشرته الجريدة السعودية، إن ارتباط الدوحة بميليشيات الحوثى يعود إلى مطلع 2000، إذ جرت اتصالات قديمة بين الديوان الأميرى والمخابرات القطرية بمؤسس المليشيات الطائفية حسين بدر الدين قبل مقتله عام 2004، ويشير مراقبون يمنيون إلى تبنى قطر المشروع الحوثى منذ يومه الأول. ونقلت الصحيفة عن الباحث اليمنى محمد الولص بحيبح، قوله إن العلاقة المبكرة بين قطر والحوثيين تعود إلى محاولة القطريين الإضرار بالسعودية، فى وقت كانت العلاقات الدبلوماسية بدأت تسوء بين البلدين. ورأى بحيبح أن الدوحة بدأت باستخدام ورقة الدعم المالى للحوثيين عبر سفارتها فى صنعاء، ودعم الميليشيات بمبلغ مقطوع شهريًا لأنشطة معهد دينى طائفى يتبع للحوثيين فى صعدة، وارتفع الدعم القطرى للمعهد الطائفى فى عام 2003، فى وقت كان القيادى الحوثى يحيى قاسم عواضة يتسلم تلك الحوالات. وأضاف التقرير، أن التحالف القطرى - الحوثى ظهر جليًا فى الحرب الرابعة، إذ سعت الدوحة لتدويل القضية، وحاولت لعب دور إقليمى فى المنطقة عبر قيادتها لوساطات رسمية بين المتمردين والحكومة اليمنية، واستطاعت أن تساهم فى تحويل الحوثيين من ميليشيات مسلحة إلى كيان سياسى له علاقات دولية، فى محاولة لإسقاط تجربة حزب الله اللبنانى فى اليمن وبدعم إيرانى. وكغيره من الباحثين اليمنيين، يتهم بحيبح الدوحة باستغلال ملف إعمار صعدة فى دعم الحوثيين بمبالغ كبيرة تجاوزت مئات الملايين، ما مكن الحوثى من تعزيز قواته الميدانية، وشراء سياسيين فى المشهد اليمنى، وفقًا للتقرير. وأشار بحيبح إلى أن قطر قدمت أكثر 100 جهاز اتصال دولى ثريا، لدعم قيادات حركة الحوثى فى التواصل مع حلفائهم الممثلين فى طهران وميليشياتها فى الضاحية الجنوبية بلبنان، موضحًا أن أجهزة الاتصالات جاءت من سيف البوعينين رئيس اللجنة القطرية فى الوساطة آنذاك. واتهم الباحث اليمنى قطر بتسهيل نقل القيادى الحوثى يحيى بدر الدين من صنعاء إلى ألمانيا للجوء سياسيًا فى نهاية 2007، ووفرت له الدوحة كامل الدعم المالى والإعلامى والسياسى من سفارتها فى برلين، وأطل لمهاجمة السعودية عبر ذراع الدوحة الإعلامية (قناة الجزيرة)، ويذهب الباحث اليمنى إلى أبعد من ذلك، إذ يؤكد وجود تنسيق إيرانى قطرى أفضى بتوجيه الحوثيين عبر القيادى يوسف الفيشى الذى يوصف بمهندس الاتفاق بين الحوثيين وحزب المخلوع، لمهاجمة الحدود السعودية، مستشهداً بسفر الفيشى إلى الدوحة مرتين فى ذلك العام.