عبّر مثقفون ومثقفات عن شعورهم بالفقد برحيل شاعر الوطن، ورائد الكلمة الشفيفة، والأغنية العاطفية الساكنة وجدان الشعب العربي من الماء إلى الماء، ويؤكد الشاعر خالد قماش أن رحيل الخفاجي ثلمة في جسد وروح القصيدة المغناة، فيما تمنى الشاعر عبدالله ثابت لو أن الخفاجي تمهل الرحيل ليشهد المزيد من التحولات والتغيرات نحو الفضاء الرحب واحترام الفنون، مؤكداً أنه لن يجد ما يودع به شاعر (سارعي للمجد والعلياء) إلا ترديد النشيد في الصباحات على سمع البلاد والعباد. وترى الشاعرة خديجة السيد أن قامة بطول الخفاجي وحجمه لن ترحل كونه نقش صوته في حناجر الملايين ممن يرددون كلماته شجناً وطرباً ووطنية، وعدّته من قلة الشعراء الذين تفترش كلماتهم أهداب الوطن، وتؤكد الشاعرة الدكتورة هند المطيري أنه وإن رحل إبراهيم خفاجي، سيبقى النشيد الوطني شاهدا على وطنيته وإيمانه بلحظة التعالي التي غنّى لها، وعدّته شاعر القلق الوطني الحر حتى لقّن الوجدان (سارعي للمجد والعلياء). ويرى مدير فرع فنون الطائف فيصل الخديدي أن إبراهيم خفاجي قامة سامقة بحرفه كالعلم بل هو علم من أعلام الوطن ارتبط اسمه بالسلام الوطني وتغنى بأشعاره أعذب أصوات الوطن حتى غدا أغنية الوطن، مشيراً إلى أنه بفقده فقد الوطن حرفاً عذب قرب الكلمة من الذائقة الشعبية بسلاسة وجمال أخاذ آسر، مؤكداً أن أشعاره أغنية للوطن لا تموت. الكاتب نبيل زارع يؤكد أن الفن فقد أحد أعمدته وقامته، مشيراً إلى أنه مؤسس ملحمة الغناء، إذ من خلال حروفه امتلك الوطن كنوزاً فنية تغنى بها الوطن العربي، لذلك العزاء ليس فقط لنا في مملكتنا بل لمحبي الفن في الوطن العربي. ويرى الدكتور زيد الفضيل أن الراحل ليس اسماً عابراً بل علامة فارقة في وجدان الأدب والفن، لافتاً إلى أن الخفاجي صوت الإنسان بكل ما في داخله من فرح وعذابات وجراح، وعدّه سفيراً فوق العادة للجمال والحب والتمثيل الحقيقي للتنوع المكي الحضاري. ويؤكد الشاعر عبدالعزيز أبو لسه أن من ملأنا حباً وحياةً ووطناً وشعراً عصيٌّ على الفقد، وكبيرٌ على الرحيل، مشيراً إلى صفحته النقية عامرة بما خلّد فينا من حب ونقاء حتى لكأننا لسنا في حاجة لمن يكتب لنا مزيد شعر وغناء، مشيراً إلى أن الخفاجي رمز وطني تغنى بالوطن، وبكل مدينة وقرية ووردة من أقصى جنوب الروح إلى أقصى شمالها ومن غرب القلب إلى شرقه ليغدو سيد الكلام وسيد الصمت. وقال الإعلامي محمد الغامدي إن هذا الرجل «رحمه الله» طبق تماماً «ما لي ومال الناس وما لك وما ل الناس» بكل ما تعني من كلمة، وذلك لأنه نأى بنفسه عن الجميع وبقي محلقاً كالنشيد الوطني. إن صاحب «الودِّ طبعي» كان ودوداً في حياته متعاطفاً مع الجميع، يقدم نصائحه للشباب بشكل أبوي وعفوي جداً، وهذا أقوله عن تجربة مرت بي، سأكتب عنها فيما بعد، ولكن سأقول لك: الوجدانيون اليوم يبكون هذا الرجل العظيم ويرددون «عيَّا الطبعِ لايخرج مِن الرَّوح».