سارعي للمجد يا ذاكرة وطني، وأنصفي شاعرا يتمتم «مجدي لخالق السماء»، أغمضي عينيك وتحسسي جذوة حجازي المنشأ.. جنوبي الهوى.. بين تجاعيد قلب ونبرات حنين يسيل شعرا سلسلا عذبا، هكذا نردد معه.. بلغة التعظيم «الله أكبر يا موطني».. خياله الخصب المخضب بروحه المرهفة يهاجر بنا نحو صبيا والسروح «مثل صبيا»، والجنوب وأبها «قال من أهل الجنوب». هناك حيث السمر.. نغم ووتر، علاقة ود وتوأمة أغنية سعودية تجاوزت الحدود مستلهمة تراث وطن بين صانع الحرف «الخفاجي»، وصوت الوطن «محمد عبده».. وما زالت حناجر طفولتنا تصدح بالمجد والعلياء كلما رددنا كل صباح «عشت فخر المسلمين»، وما زال الإبحار يأخذنا كلما أحسسنا بنشوة العزة والمجد، كلما امتطينا كوكب الأرض.. وتيقنا بفخر.. بأننا مهبط الوحي الأمين.. وأمان الخائفين. ارتسمت دندنته كأنشودة تدغدغ مشاعرنا بلطف الآباء، وحنان الأمهات.. نشيد يتحدى الموسيقى، موهبة خارقة تقهر الموسيقى وتنتصر، وتسجل الظاهرة التي تمردت على الكلمة واللحن والأداء، والموسيقى. إحساسه عانق الضباب، وسفره يصاحب السحاب.. ثقافة رمز بحجم وطن، قد لا نعي رمزية الخفاجي.. لكننا نعي أنه شاعر النشيد الوطني، شاعر الوطن، أو «جواهرجي الأغنية السعودية». خفاجيات الحب والعطاء هو للإبداع وطن، وللوطن عاشق.. ألم تكن لوطني تلميذا ينشد كل صباح «عاش المليك للعلم والوطن» صروح شامخة، وميادين صامدة، وبطولات ماجدة.. تردد بقلب كل خفاجي: سارعي للمجد، نشيد يختزل وطنا في ذاكرة الولاء والانتماء، الخفاجي نبض يتجسد كلما ثبتنا وصدحنا بقوة الفخر والإيمان: وارفعي الخفاق أخضر ** يحمل النور المسطر ومضة: ما أجمل النشيد الوطني، وقد تشرفت به كل ساحات المدارس، ولكن الإنصاف حين يكتب تحته: كلمات الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي.