رغم أنه التحق بفريق سلة الاتحاد وهي في قمة توهجها وبالصدفة البحتة، بعد أن كان يهيئ نفسه للالتحاق بفريق كرة القدم، إلا أنه فرض نفسه في التشكيلة الرئيسية مبكرا، وتمكن من تمثيل الفريق في البطولة العربية قبل 13 عاما، وحقق بطولتها، ومن بعدها أصبح عنصرا أساسيا بالفريق، بل اللاعب رقم واحد في السلة الاتحادية. إنه جابر الكعبي النجم الذي حقق جميع البطولات مع الفريق من عام 2004 وحتى الآن. الكعبي فتح قلبه ل«عكاظ» وكشف أمورا عدة، قال بأنها كادت أن تعصف بسلة الأحلام، كما كشف أسرار قوة السلة الاتحادية التي مكنتها من الهيمنة على بطولات اللعبة طوال ال20 سنة الأخيرة. وهنا نص الحوار معه: • بداية، كيف ترى استعداداتكم للدوري الممتاز لكرة السلة؟ •• بدأنا الاستعدادات قبل البطولة التنشيطية التي أقيمت في المدينةالمنورة بنحو شهر، ونظرا للظروف العملية لبعض اللاعبين لم يكتمل الفريق إلا قبل البطولة بأسبوع فقط، لذا شاركنا من أجل الإعداد فقط، ومع ذلك وصلنا لنهائي البطولة، وكانت خسارتنا سببا في غضب الجمهور الذي نكن له كل تقدير واحترام، ونعدهم بتحقيق البطولات الرسمية، لا سيما أن الفريق تم دعمه بلاعبين أمريكيين سيكونان إضافة قوية للفريق، وطالما أن جمهور الاتحاد واثق فينا فإننا نسعى دائما إلى أن نرضي أنفسنا ونرضي جمهورنا ونادينا، فالبطولات لا تتحقق بسهولة، فلذا نبذل جهدنا من أجل إسعاد الجمهور الاتحادي. • والتنافس المحلي بين الأندية، كيف تراه؟ •• من 2004 إلى 2009 كان هناك تنافس قوي واستمتاع في اللعبة، ولكن بعد ذلك لم يصبح هناك اهتمام من الأندية واللاعبين والجماهير فتأثرت السلة السعودية وهبط مستواها، لدرجة أن اللاعبين الصاعدين من الفئات السنية لم يكونوا في المستوى المأمول، ولكن الآن بدأت اللعبة تعود وأصبح هناك تنافس بين الفرق مثل الفتح والأهلي وأحد والأنصار والنصر، وتغير الوضع، ودخلت الفرق للمنافسة بقوة، وجاء قرار اعتماد مشاركة مواليد المملكة واثنين أجانب ليكون إضافة قوية للفرق، وسيختلف رتم الدوري، وستختلف قوة المنافسة وستكون قوية. • هل معنى كلامك أن السلة المحلية ستعود لما كانت عليه؟ •• متفائلون خيرا بعودة اللعبة مع تعيين عبدالرحمن المسعد رئيسا للاتحاد، فهو ليس بغريب على اللعبة، وعندما كان أمينا عاما كانت اللعبة في أوج عطائها، وفي قمة المنتخبات العربية، وحققنا بطولات خليجية وعربية، فتعيينه رئيسا للعبة سيساهم بلا شك في عودتها سريعا وبقوة كما كانت، لأن اهتمامه باللعبة والأندية والفئات السنية واضح، وستظهر نتائج ذلك قريبا. • وماذا عن اهتمام إدارات النادي باللعبة؟ •• مع اختلاف الإدارات في النادي كنا نعاني الأمرين، وكنا نصبر رغم المشكلات التي نواجهها، فعدم استقرار الإدارات أرهقنا كلاعبين، وكنا نضغط على أنفسنا ونجتمع ونعقد العزم على اللعب والعطاء لأجل الجمهور، وتحمل كل المعاناة التي تواجهنا، فالإدارات السابقة كانت مقصرة معنا، ورغم الإهمال الذي واجهناه إلا أننا كنا نحرجهم بتحقيق البطولات بوقفة الجمهور الوفي، مما أجبر الإدارات على الوقوف معنا وتوفير مكافآتنا. • تخشى الجماهير أن ينتقل جابر الكعبي لا سيما أنك بلغت سن الانتقال، فماذا تقول؟ •• الكل يعرف أن هذا الموسم هو الأخير لي مع الفريق، إلا إذا قدمت الإدارة لي عرضا قبل نهايته، وأنا الآن أفكر في أمر واحد هو أن نقدم المستوى المشرف للفريق في الدوري، أما مسألة التجديد فآمل من الإدارة أن تقدم العرض المناسب قبل نهاية الموسم كي أنهي الموضوع قبل دخولي فترة الانتقالات. تعلمنا الصبر • ابتعد فريق الاتحاد عن تحقيق البطولات الخارجية، فهل أصبح صعبا هذا الأمر، وماذا يحتاج الفريق ليكرر إنجازاته الخارجية؟ •• ليست صعبة علينا المنافسة في البطولات الخليجية والعربية، فالفريق لديه عناصر محلية جيدة، وإذا أردنا تحقيق البطولات الخارجية فلابد من الاهتمام بالفريق منذ بداية الموسم باحضار محترفين يكون مستواهم عاليا، ويكون التفكير في البطولات المحلية والخارجية، فميزانية الفريق لا تحتاج سوى مليون ونصف المليون لسنة كاملة إذا رغبت الإدارة في تحقيق بطولات خارجية. • بصراحة، ماذا استفدت من اللعبة؟ •• بما أنها رياضة فهي أخلاق، وهي أكثر لعبة فيها ضغط على اللاعب والجمهور، ولكن عندما تتحكم بنفسك وسط هذا الضغط النفسي فإن هذا التحكم ينعكس عليك في حياتك فتتعلم الصبر، وكذلك تعلمنا أن التقدم في بداية المباراة لا يعني الفوز حتى لو كنت متقدما بفارق 20 نقطة، وكذلك لابد أن تكون لديك روح وقوة وحماس، فإذا لم تملك هذه المقومات لن تنجح في السلة، ولن يكون لك بصمة في الفريق. عقوبة غريبة • هل ندمت لدخولك كرة السلة؟ •• لا أبدا، رغم المشكلات وقلة المادة وأننا في قمة إنجازاتنا تتأخر المكافآت، إلا أنني لم أندم يوما أنني لعبت كرة سلة، فاللعبة جعلتني أكسب جمهورا لا مثيل له، ولولا الله ثم اللعبة لما عرف أحد جابر الكعبي، ولو لعبت كرة القدم ربما لم استمر وأنجح مثلما فعلت في السلة. • تطرقت لنقطة مهة هي أن المكافآت تتأخر عليكم رغم تحقيقكم للإنجازات، هل تأخر مكافآت البطولات يؤلمكم كلاعبين؟ •• طبعا يحز في نفس كل لاعب، ولكن لا نجعله عقبة أمامنا، فأذكر أننا حققنا بطولة في عهد إحدى الإدارات ولم تسلمنا المكافآة، فحققنا بطولة أخرى بعدها مباشرة كعقاب لهم (وأخذ جابر يضحك)، ولم نستلم المكافأة، ولكن الحمدلله طالما خلفنا هذا الجمهور فهذا هو مكسبنا الحقيقي. لاعب بالصدفة • ونحن نختتم هذا الحوار، دعنا نسألك عن القصة الطريفة التي صاحبت التحاقك بلعبة كرة السلة؟ •• بالفعل، بدايتي مع كرة السلة كانت بالصدفة، فأنا توجهت للنادي للتسجيل في لعبة كرة القدم، وقابلت المدرب كرامة، وكان مدرب ناشئي الاتحاد، وقال لي ولبعض اللاعبين إن التسجيل انتهى هذا الموسم، وطلب منا الحضور في الموسم التالي، ولأن ابن عمي ماجد كان لاعبا في كرة السلة توجهت معه للصالة وأخذت ألعب بالكرة من باب التسلية، فرآني المدرب سيسي ومعه المدرب الشنقيطي وطلبا مني أن أشارك مع فريق السلة، فلم أمانع رغم أنني كنت أرغب في كرة القدم، ومع ذلك حالفني التوفيق في الناشئين لأنني أتميز بسرعة الاستيعاب من ناحية المهارات والحركات والسرعة، والحمد لله توفقت في مسيرتي إلى أن وصلت للفريق الأوليمبي، فتغيرت نظرتي للعبة لأنني أصبحت لاعبا مسؤولا، وتغيرت نظرتي من لاعب صغير إلى لاعب ناضج. • وكيف وصلت للفريق الأول؟ •• كنا نتمرن في الأوليمبي قبل تمرين الفريق الأول، وكان يوجد في الصالة مدرب الفريق الأول الأمريكي فالتون فشاهدني وطلب مني أن أتدرب مع الفريق الأول، ووجدت دعما كبيرا من نجوم الفريق أمثال عادل الجهني وعلي المغربي ومحمد مبيريك وخلدون المولد، وشاركت مع الفريق الأول في ثلاث مباريات، ومن ثم تم اختياري مع الفريق في البطولة العربية، وكانت مفاجأة كبيرة لي. وأكد لي المدرب أن وجودي كان لمستواي وعطائي مع الفريق في تلك الفترة، فكان ذلك أكبر دافع لي لتقديم المزيد من العطاء، وأصبح طموحي أن يكون لي مكان أساسي في الفريق الأول وليس مجرد أن ألعب فقط.