تفاءلت كثيرا بالخطوة الجريئة التي اتخذتها وزارة الثقافة والإعلام، بإعادة بث أغاني كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وهي الخطوة المنتظرة التي أعتقد أنها ستتبعها خطوات أخرى، أتمنى أن يكون من بينها إعادة هيكلة إعلامنا السعودي ليتوافق مع التطورات الأخيرة التي شهدتها مملكتنا السعيدة، والتي أكدت رغبة قيادتنا الرشيدة في العودة إلى وضع ما قبل فترة الغفوة التي عاشها الإعلام طوال ثلاثة عقود. والمتابع لتطور الإعلام السعودي يدرك الفرق الذي طرأ عليه بعد أحداث جهيمان وارتداده للخلف بعد التطور النوعي الذي كان عليه قبل تلك الأحداث، وبنظرة لوضع إعلامنا في الأشهر الأخيرة منذ إعلان رؤية 2030 ومقارنة أدائه الداخلي (المرئي والمسموع والمقروء) مع القنوات والصحف السعودية الصادرة من خارج المملكة سنلمس الفرق الشاسع بين نوعية البرامج، ومساحة الحرية المتاحة، وهو أمر ليس بخافٍ على الجميع. مطلوب من وزيرالثقافة والإعلام إعادة هيكلة وسائل إعلامنا من إذاعة وتلفزيون وصحف لتتواكب مع رؤية 2030، ومنحها مساحة مناسبة من الشفافية في الأداء، وهو أمر منتظر ويتفق تماما مع رؤية قيادتنا الرشيدة، فمن غير المعقول أن يسمح لوسائل إعلامنا المتعددة الصادرة خارج المملكة بالتعاطي مع مختلف قضايا الوطن بمساحة حرية أكبر من ما هو مسموح به لمختلف وسائل الإعلام الداخلي، كما هو حالنا اليوم. الأمل معقود على وزيرالثقافة والإعلام في تحقيق نقلة نوعية تنهض بإعلامنا الذي لم يعد يتفق أو يتواكب مع رؤية قيادتنا الرشيدة لهذا البلد، وذلك لن يتم ما لم تعد هيكلة وسائل إعلامنا الداخلي بكافة أنماطه التلفزيونية، والإذاعية، والصحفية، وزيادة مساحة الحرية الممنوحة لها لتتمكن من المساعدة في النهضة التنموية الشاملة التي ستحققها رؤية القيادة الرشيدة لهذا البلد الكريم. * مستشار تحكيم دولي