عندما ظفر الكاتب الأمريكي جورج صوندرز (85 عاما) على جائزة «المان بوكر» البريطانية هذا العام (أعلنت الثلاثاء الماضي) عن روايته الأولى «لينكولن في بارادو» (Lincoln inTheBar)، كان ذلك مفاجئا للنقاد ومفاجأة أدبية لم يتوقعها ليس جل الأدباء بل كلهم. صوندرز قضى سحابات عمره معلنا صراحة عدائه للكتابة الروائية، مقابل إعلانه في مناسبات عديدة إخلاصه لكتابة القصة القصيرة، وله آراء عديدة يسفه فيها فن الرواية وينمذج على أنقاضها فن القصة التي يعتبرها أرقى فنون الكتابة، خصوصا أنه معروف في الوسط الأدبي بقصصه القصيرة ومقالاته الطويلة في المجلات. تستند الرواية إلى حدث تاريخي حقيقي، وهو زيارة إبراهيم لنكولن إلى قبر ابنه المتوفى ويلي في عام 1862، وعلى مفهوم باردو البوذي التبتي، الذي يشير إلى الانتقال بين الحياة والموت، وهكذا تبني الرواية الأحداث عن شخصيات أخرى متخيلة في حياة «لينكولن»، وما هي في الحقيقة غير شخصيات معلقة بين الوجود والموت، لذا قال عنها رئيس لجنة التحكيم لولا يونغ: «إن شكل وأسلوب الرواية الأصيلة بعمق كبير، تعطي سردا روحيا وذكيا ومحركا للمشاعر».