تحقيق حلم المرأة السعودية في قيادة السيارة، الذي وافق عليه الدعاة والعلماء بإجماع بعدما تناولت الدراسات الاجتماعية ضرورته وأهميته، والمتعمق في علم الأسرة والمرأة واحتياجاتها، وما آلت إليه ظروف بعض المطلقات والأرامل، وما نتج عن ذلك من وجود أبناء لاعائل لهم سوى هذه المرأة التي وقفت عاجزة عن تأمين احتياجات صغارها، فكانت الضرورة تحتم أن تقف هي على الشاطئ لتسير بمركبها إلى الأمان عبر هذه المركبة التي ستكون بإذن الله بمثابة الحضن الدافئ لهم، وليس هم فقط فهناك كثير من الحالات التي تنصل وتراجع فيها العائل عن دوره، أو أصيب بمرض أقعده، أو كان لاعائل لهم، ولأن ديننا الإسلامي كامل شمولي ليس فيه خلل، فلقد أباح للمرأة قيادة السيارة وأعطاها من المكانة والكرامة، وهي نعمة تستحق شكر الله وثناءه. وأمام هذه الكرامة والعزة من الله ثم من الدولة الحكيمة، وجب علينا كمجتمع وأسرة وأفراد أن نتعاضد فيما بيننا لنثبت للعالم الذي يترصد لنا من كل حدب ومن كل صوب، ولنثبت لأنفسنا قبل كل شيء أننا أهل لهذه الأمانة وهذا التكريم، ويجب أن نتمسك بثوابتنا وأخلاقنا النبيلة ونتحلى بما دعانا إليه ديننا، وبما أجمعت عليه قيمنا وموروثاتنا، ولا نجعل الدنيا هي همنا فما السيارة إلا وسيلة للتخلص من أعباء أثقلت كواهلنا، ووسيلة لقضاء احتياجاتنا، والوصول بأنفسنا وبأسرنا وبمجتمعنا للنجاحات التي ينتظرها منا، ولنذكر التاريخ وكل من يحاول التقليل من فكر ورقي وثقافة وسمو المرأة السعودية بأنها هي الأم الواعية، والزوجة الناضجة، والأخت المدبرة، والابنة المقدرة. فالسيارة ما هي إلا وسيلة للتنقل وليست للمباهاة أو التفاخر، فاحرصي على أن تكون مناسبة لك وفي حدود إمكانياتك وقدراتك، وتعلمي فن التركيز جيدا في القيادة لأن ذلك هو الذي سيجعلك دقيقة وعملية في الجوانب الأخرى من حياتك. وعند قيادتك للسيارة تذكري أنك أمام مسؤولية عظيمة وأمانة ستسألين عنها يوم القيامة فكوني لله كما يحب.