مرت الجزيرة العربية بعصور مظلمة، كانت تسود فيها الفوضى، ويحكمها قانون الغاب يأكل قويها ضعيفها، وتسلب الحقوق وتستحل الدماء يسودها الخوف ويفتقد فيها الأمن والامان، فشاءت قدرة الله أن يقيض لها من يوحدها ويعمل على إبدال خوفها أمنا وفرقتها اتحادا، ويفرض قانون الله المتمثل في شريعته لتحكمها، ذلك الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، وذلك اليوم الذي توحدت فيه بميلادها العظيم المملكة العربية السعودية؛ هو ذكرى خالدة يجب أن نعيشها كونها نقطة تحول من الخوف إلى الأمن، من التشرد إلى الاستقرار، من الفقر إلى الغنى، من الفوضى إلى الدولة، التي ترعى الشؤون والمصالح وتراقب الله في كل ذلك. هذا ما أسسه الملك عبدالعزيز وسار على نهجه أبناؤه الذين أكملوا البناء في مسيرة الخير والعطاء، وأصبحنا نتفيأ وارف الظلال في كنف ولاة أمرنا من عهد المؤسس وأبنائه وامتدادا لأحفاده في عصر التطور والتقدم ومواكبة العالم، تقنيا وصناعيا وحضاريا، وهذا ما دفع أعداء النجاح من خفافيش الظلام لاستهداف وحدة المملكة بمحاولة إثارة الفتن وإذكاء الفوضى ولكن هيهات لهم، فالوطن بأبنائه الشرفاء لن تنطلي عليه هذه المكائد، فحرصوا على تعزيز أمنهم لأنه مصدر خيرهم ورخائهم. وعملت قيادتنا الرشيدة على بناء الإنسان الذي هو الركيزة الاجتماعية الأولى للوطن، فسعت بقوة للارتقاء بالتعليم والمعرفة ببناء المدارس والجامعات، وتذليل كل الصعوبات والعوائق من أمامهم، حتى عم العلم كل أرجاء الوطن، واهتمت بصحته، وتوفير الخدمات التي تسهم في راحته، بشق الطرق وإنشاء شبكات الكهرباء، فهنيئا لنا بالوطن المعطاء وحفظ الله قيادتنا ذخرا لنا.