مع بزوغ فجر الأول للميزان من كل عام وبمشاعر الفرحة والفخر والاعتزاز بدولتنا الغالية تتجدد ذكرى تأسيس هذه الدولة المباركة على يد الملك المبارك على هذه الأرض المباركة. أن مناسبة ذكرى اليوم الوطني هي مناسبة نستعيد فيها أعظم المعاني السامية التي انبثقت عن ملحمة التوحيد تحت راية التوحيد (لا إله أإا الله محمد رسول الله) التي قادها الإمام الفذ المغفور له -بإذن الله- الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -طيب الله ثراه, وجعل الجنة مأواه ، لإنجاز هذا المشروع الحضاري بتأسيس هذا الكيان الشامخ ، المملكة العربية السعودية ، على هذه الأرض المباركة ، وطن المقدسات والبلد الأمين الذي اصطفاه الله واختاره من سائر بقاع أرضه وجعله مهوى الأفئدة وبلدة رسالته الخاتمة. لقد جمع الله على يد الملك المؤسس شمل هذه الجزيرة وأضحت تعيش أمنًا وارفًا, وعيشًا رغيدًا, وألفة وتلاحما فريدا, وكيانًا عظيمًا نفتخر به أمام العالم أجمع بعد أن كانت تعمها الفوضى والجهل والنهب والسلب والغارات والثارات والشتات.. ولتستمر هذه النعم الجليلة في أبنائه البررة وأحفاده الميامين وبما حققته من منجزات مذهلة على جميع الأصعدة المحلية والعالمية خلال العقود الماضية , حيث لا نزال وسنظل -بإذن الله- نتفيأ هذه النعم . إن هذه الذكرى العطرة التي تحمل معاني الشرف والمجد والعزيمة تعزز في نفوسنا حب الوطن والولاء له والفخر بالانتماء إليه والامتنان للملك المؤسس وأبناؤه البررة ، ولاشك أن من أعظم آلاء الله العظيمة بعد تطبيق التوحيد وتحقيق العبودية لله نعمة الأمن والأمان ونعمة الولاية الحكيمة, والقيادة الرشيدة ، وأن من حق وطننا الغالي علينا ان نحرص عليه وان نحفظه وان نقرأه قراءة مدركة واعية وان نعض عليه بالنواجذ ونضعه في قلوبنا وعيوننا . واليوم تحتفي المملكة بذكرى اليوم الوطني الأغر الميمون وقد حققت انجازات تنموية ضخمة تميزت باللفتات الإيمانية والإنسانية والمبادرات التاريخية وبدأت بأمر سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بإحداث توسعة تاريخية للحرمين الشريفين حرصاً منه رعاه الله على تقديم الخدمات الجليلة لقاصدي الحرمين الشريفين في مكةالمكرمة والمدينة المنورة . وامتدت يد الخير لنشهد في هذا العهد الزاهر تدشين عدد من المنجزات التنموية الضخمة في مختلف مجالات الحياة من اجل المواطن حيث أولى خادم الحرمين الشريفين جل اهتمامه لكل ما من شانه رفاهية الإنسان السعودي وتحقيق كل آماله وتطلعاته. وفي تعبير واقعي صادق ملموس للحمة بين الراعي والرعية, بين الولاة والشعب في وطننا الحبيب, يؤكد أيده الله قائلا : ( ما أنا إلا منكم وأنا خادم لكم، خادم للصغير، خادم للكبير، وأرجو التوفيق من الرب عز وجل، أن يوفقني لما يحبه ويرضاه، لخدمة ديني ووطني وهذا أهم شيء عندي). فكل لحظة من هذا العهد الزاهي مضاءة بتباشير خير وعطاء عظيم للوطن والمواطن و تمحورت عناوينها حول بناء الإنسان وقدراته، فها هو وطننا يحقق خلال عهد خادم الحرمين الشريفين نهضة متوازنة وارفة الظلال في الميادين كافة مع التمسك بقيمه الدينية والأخلاقية. كما نجحت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الحكيمة الرشيدة أن تتسيد المشهد الإنساني في تحقيق انفتاح متوازنٍ على العالم بسياسات خارجية فاعلة وايجابية خاصة الإنسانية والأممية منها ، وتميز عالميا بأنه وطن التوازن و الاتزان في العالم. وإني في هذه المناسبة العزيزة الغالية أشكر الله تعالى على تجدد النعم وتواليها على مملكتنا الغالية ، وأرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام مليكنا المفدى سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز, وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز حفظهما الله ذخرًا وفخرا للإسلام والمسلمين, ولهذا الوطن الغالي وشعبه الوفي.