مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، المشروع العملاق الذي أدهش العالم وأضحى بكل جدارة واستحقاق محوراً مهماً من محاور النمو والتطور بمنطقة جازان خاصة، ومناطقة الجنوب بشكل عام، والمحرك المستقبلي الرئيس للاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة، بما تحويه من مشاريع عملاقة تزيد تكلفتها الإجمالية على ال «75» مليار ريال، وستسهم في دفع عجلة التنمية والتطور بالمنطقة وفتح المجال أمام الآلاف من أبنائها للحصول على الفرص الوظيفة المناسبة لهم، إذ يبلغ العاملون في المشاريع الإنشائية لمشاريع المدينة حتى اليوم أكثر من «74» ألف عامل يمثلون «30» جنسية بينهم «12» ألف شاب سعودي من أبناء المنطقة وغيرها من مناطق وطننا العزيز. عكاظ ترصد سير العمل «عكاظ» في جولة لها بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية رصدت سير العمل في المشاريع المنفذة والتي تحت التنفيذ بالمدينة وفي مقدمتها مشروع مصفاة جازان الذي يمثل نواة المدينة وقلبها النابض، ومن أضخم مشاريع التكرير التي أنشئت خلال العشرين عاماً الماضية على مستوى العالم، من حيث الحجم والتقنية المتقدمة في إنشائه وطاقته الإنتاجية للمصفاة التي تزيد على «400» ألف برميل يومياً من الزيت العربي الثقيل والمتوسط، لتوفير اللقيم للصناعات التحويلية وتلبية احتياجات المنطقة من المنتجات النفطية المكررة، وتجاوزت نسبة الإنجاز أكثر من «75%»، ومن المتوقع أن تدخل المصفاة العام القادم 2018 المرحلة التشغيلية. توليد الطاقة ومن المشاريع التي شملتها الجولة مشروع مجمع توليد الطاقة بالمدينة الذي يعد أول معمل في المملكة لتحويل سوائل البترول الثقيلة إلى غاز منقى نظيف، ومن ثم إنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الدورة المركبة عالية الكفاءة بطاقة تزيد على «3900» ميغاوات، بما يمكن المجمع من تصدير ما يربو على «2400» ميغاوات لشبكة الكهرباء الوطنية، مع التركيز على توفير الطاقة النظيفة بطريقة اقتصادية ذات جودة واعتمادية عالية. وصمم مشروع مجمع توليد الطاقة ليتكامل مع مجمع التكرير، ما يساعد على إنتاج الكهرباء والمنافع بكفاءة عالية، وسيتيح اكتمال المشروع الاستغناء عن معامل إنتاج الكهرباء الأقل كفاءة خارج مواسم الذروة في المنطقة بالتنسيق مع شركة الكهرباء السعودية. البنية التحتية ومن المشاريع المهمة التي تقوم شركة أرامكو بتنفيذها بمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية مشروع تطوير البنية التحتية للمدينة، الذي يتضمن إنشاء ميناء المدينة وتهيئة وتطوير البنية التحتية للأراضي الصناعية والسكنية وإنشاء شبكة الطرق لجذب المستثمرين وجعل المدينة رافداً لتنمية المنطقة والمملكة بوجه عام. «عكاظ» خلال جولتها رصدت الحركة الإنشائية وسير العمل المتسارع في كافة مرافق ومشاريع مدينة جازان للصناعات التحويلية والأساسية الصناعية والخدمية والمرافق المساندة لها، ما يعكس مدى الاهتمام والحرص على سرعة الإنجاز والتعاون التام بين مختلف الجهات لتسريع العمل والإنجاز في المدينة، إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وبمتابعة مباشرة من أمير منطقة جازان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، ونائب أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز. الميناء البحري ويعد الميناء الذي يجري تنفيذه حالياً في الجزء الجنوبي الغربي من مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، أحد أهم الموانئ في المملكة من حيث موقعه الجغرافي على البحر الأحمر وقربه من اليمن ودول القرن الأفريقي، ما يجعله محطة إضافية للعديد من الفرص في مجالات النقل البحري وأعمال الشحن والتصدير. ويتكون الميناء من قسمين صناعي يضم رصيفا صناعيا لاستيراد المواد السائبة، وتجاري عبارة عن رصيف بطول «1.7» كيلومتر لمناولة الحاويات والبضائع ومناطق للتخزين وفق أحدث وسائل التقنية والتحكم بطاقة مليون حاوية في العام للمرحلة الأولى و«2.5» مليون حاوية في العام للمرحلة الثانية مستقبلاً، وسيتم تزويده بأحدث أنظمة الملاحة وشبكات الاتصال مع السفن والبواخر، وزوارق القطر والسحب والإنقاذ الإرشاد والإرساء بما يسير كافة أعمال التشغيل بكل سهولة ويسر. خطط تطويرية وتسير عجلة تنفيذ مشروع مدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية في مرحلتها الأولى وفق خطة تطويرية للبنية التحتية تمتد على مساحة «106» كيلومترات مربعة تشمل بناء ميناء تجاري وصناعي متكامل، وتهيئة وتطوير البنية التحتية للأراضي الصناعية والسكنية، وإنشاء شبكة الطرق الداخلية،وإنشاء شبكة كهربائية متميزة لنقل الكهرباء داخل المدينة تحوي محطات موزعة بعناية في المناطق الصناعية والسكنية، وبناء محطة لتنقية المياه بطاقة «60» ألف متر مكعب في اليوم بطريقة التناضح العكسي لتزيد مستقبلاً حتى تصل «180» ألف متر مكعب في اليوم متى ما دعت الحاجة. كما تشمل خطة تطوير البنية التحتية للمدينة إنشاء شبكة متكاملة لتجميع مياه الصرف الصحي والمياه المستعملة في الأغراض الصناعية والتي تتم معالجتها لتطابق المعايير البيئية اللازمة للحفاظ على بيئة صحية ونظيفة بطاقة إنتاجية تبلغ «40» ألف متر مكعب في اليوم للمرحلة الأولى مع إمكانية زيادة الإنتاج إلى «120» ألف متر مكعب في المراحل اللاحقة، وعمل شبكة متكاملة لتصريف الأمطار حول وداخل المدينة لحمايتها من أخطار السيول. مشاريع صناعية كما تضم المدينة في جنباتها العديد من المشاريع الصناعية التي بدأت العمل والتي تحت التنفيذ ومنها مصنع صلب استل لصناعة الحديد الذي بدأ الإنتاج، ومصنعا كرستال، والريف لصناعة السكر اللذان تحت الإنشاء، ليتواصل البناء والعطاء في المدينة حتى تكتمل جميع المشاريع والمرافق بها، لتكون بذلك دعامة قوية من دعامات التطوير والتنمية كغيرها من المدن والمشاريع العملاقة التي تمتد على كامل رقعة هذا الوطن المعطاء.