«الحلم يتحقق» عبارة طغت على الوفد الإعلامي السعودي الذي زار مدينة جازان للصناعات التحويلية واطلع على سير العمل لأول مرة في المدينة الصناعية ومصفاة جازان منذ الشروع في إنشائها. حيث كان المشهد مبهرا، والعمل دؤوبا لا يتوقف وآلاف العمال في كل مكان. «الوطن» تجولت أمس وعلى مدى 6 ساعات على المشاريع الصناعية في المدينة حيث غابت الشمس ولم تصل لكل المشاريع. واتضح أن 70 ألف عامل أنجزوا من خلال 4 ملايين ساعة عمل 75% من أعمال المصفاة وباقي المشاريع في المدينة «الحلم». وبعد صدور الأمر السامي الكريم بتحويل مسمى مدينة جازان الاقتصادية إلى مدينة جازان للصناعات التحويلية والتي تعد محورا مهما للنمو الاقتصادي لمنطقة جازان، أصبحت المدينة بمثابة المحرك المستقبلي الرئيس للاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة. كما ستعمل المشاريع الضخمة الجاري تنفيذها على تغيير ملامح المنطقة لتصبح قلعة للصناعات التحويلية المتقدمة عالميا من خلال مصفاة جازان، ومجمع توليد الطاقة، والميناء البحري. مشروع تكرير يُعد مشروع المصفاة من بين أضخم مشاريع التكرير التي أُنشئت خلال ال20 عاما الماضية على مستوى العالم، بحجمه، وتقنيته المتقدمة، وطاقته الإنتاجية، وتكامله الهادف لتعظيم القيمة. فالمصفاة مصممة لمعالجة أكثر من 400 ألف برميل من الزيت العربي الثقيل والمتوسط، في اليوم، لتوفير اللقيم للصناعات التحويلية وتلبية احتياجات المنطقة من المنتجات النفطية المكررة. توليد الطاقة مجمع توليد الطاقة يعتبر أول معمل في المملكة لتحويل سوائل البترول الثقيلة إلى غاز منقّى نظيف ومن ثم إنتاج الكهرباء باستخدام تقنية الدورة المركبة عالية الكفاءة بطاقة مقدارها 3900 ميجاواط، وسيصدر المجمع ما يربو على 2400 ميجاواط لشبكة الكهرباء الوطنية، وبذلك ستتوفر الطاقة النظيفة بطريقة اقتصادية وبجودة واعتمادية عالية. وتم تصميم المجمع لكي يتكامل مع مجمع التكرير مما يساعد في إنتاج الكهرباء والمنافع بكفاءة عالية ويتيح المعمل إمكانية الاستغناء عن معامل إنتاج الكهرباء الأقل كفاءة خارج مواسم الذروة في المنطقة بالتنسيق مع شركة الكهرباء السعودية. ميناء اقتصادي يسير العمل في مشروع مدينة جازان للصناعات التحويلية، بمرافقه المختلفة، الصناعية والخدماتية، بشكل جيد ومتسارع، وبلغت نسبة الإنجاز 50% في كافة أعمال المشروع. وسيكون الميناء أحد أهم الموانئ في المنطقة بفضل موقعه الاستراتيجي على البحر الأحمر وبالقرب من منطقة القرن الأفريقي، ليمثل محطة إضافية للعديد من الفرص في مجالات النقل البحري وأعمال الشحن والتصدير. وسيتكون الميناء - الذي يقع في الجزء الجنوبي الغربي من المدينة - من قسمين صناعي وتجاري، بحيث يضم الميناء الصناعي فرضة للمنتجات البترولية، ورصيفا صناعيا لاستيراد المواد السائبة، فيما يحتوي الميناء التجاري على رصيف بطول 1.6 كيلومتر لمناولة الحاويات والبضائع ومناطق للتخزين وفق أحدث وسائل التقنية والتحكم بطاقة مليون حاوية في العام للمرحلة الأولى و2.5 مليون حاوية في العام للمرحلة الثانية مستقبلا. وسيُزود الميناء بأحدث نظم الملاحة وشبكات الاتصال مع السفن والبواخر. كما يشتمل الميناء على زوارق القطر والسحب والإنقاذ وزوارق الإرشاد والإرساء لكي تسهل أعمال التشغيل بكل سلاسة ويسر. القاعدة الاقتصادية يعد مشروع مدينة جازان للصناعات التحويلية جزءا رئيسا من مجموعة مشاريع مهمة تتبناها وزارة الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في كافة مناطق المملكة مثل مدينة رأس الخير على الخليج العربي، ومدينة وعد الشمال، في شمال شرق المملكة، ومدينة رابغ على البحر الأحمر. ومن أهم أهداف هذه المشاريع هو توسيع القاعدة الاقتصادية للمملكة، والتركيز على التصنيع، وكذلك شمولية التنمية لكل مناطق المملكة، وإيجاد صناعات متكاملة، من استخدام وتصنيع المواد الخام المتوفرة في المملكة ككل، أو على مستوى المنطقة، وإقامة الصناعات المتوسطة والنهائية، وكذلك ربط قطاعي التعدين والبترول، بحيث يكملان بعضهما بعضا، في مشاريع اقتصادية كبيرة، وأخيرا إيجاد فرص تعاون مثمر بين الدولة بأجهزتها المختلفة وبين القطاع الخاص. خطة تطوير مدينة جازان الصناعية (المرحلة الأولى) تمتد على مساحة 106 كلم2 على عدة نواحي، أهمها: بناء ميناء تجاري وصناعي متكامل تطوير البنية التحتية للأراضي الصناعية والسكنية إنشاء شبكة كهربائية لنقل الكهرباء داخل المدينة بناء محطة لتنقية المياه بطاقة 60.000م3 في اليوم شبكة لتجميع المياه للأغراض الصناعية بطاقة 40.000م3 يوميا شبكة لتصريف الأمطار حول وداخل المدينة لحمايتها من السيول.