كان بإمكان أمير قطر تميم بن حمد أن يصبح نجما في نيويورك، إذا رضخ لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، إلا أنه فضّل أن يلعب دور الكومبارس، الذي فشل فيه فشلا ذريعا أيضا،عندما ألقى خطابا في الجمعية العمومية للأمم المتحدة أمس الأول في نيويورك، تجسدت فيه السطحية والبكائية والاستجداء، فضلا عن خلوه من أي مضمون جديد يستطيع من خلاله إقناع المجتمع الدولي، مع تكراره أكاذيب الحصار المزعوم والتمسّك بنهج المظلومية والسيادة الذي باعها بثمن بخس للنظام الفارسي. خطاب تميم جاء استمرارا لمسلسل «التناقضات» الذي ما يزال سيّد الموقف القطري الذي عكس جليا أن قطر لا تريد حلا للأزمة، وبدا تميم تائها في أروقة الأممالمتحدة، ما يعكس مدى العزلة الدولية التي يواجهها نظام الدوحة، خصوصا أن كلمته خلت من أي استجابة للحوار، بينما جاءت لتكيل الاتهامات، ومحاولة شحن القوى الدولية في الأممالمتحدة ضدّ الدول الأربع المقاطعة. ويبدو أن تميم مازال متمسكا بنهج المظلومية، الذي لم يعد مقبولا في أروقة المجتمع الدولي، وأصبح العالم يعي أن وراء هذه المظلومية إرهابا وفتنة، خصوصا أن وصوله إلى قاعة اجتماعات الأممالمتحدة ترافق مع تظاهرات واسعة نددت بدعم قطر للإرهاب، وهذا يعني أن قطر دخلت العزلة السياسية بشكل كامل ولفظها العالم، والأدهى أن تميم راح بعيدا في المراوغة عندما اتهم الدول العربية الأربع التي تقاطع نظامه بأنها مسؤولة عن القطيعة وهي التي تقطع صلة الرحم بين أبناء شعب الخليج، وهو يعلم علم اليقين بأنه هو السبب بعدما أوغل في ممارسة الإرهاب وبات يشكل خطرا على شعبه وعلى كل شعوب المنطقة. تميم دعا للحوار مع إيران وهي محاولة لإخفاء خطيئة قطر بالاستقواء بها وهي دولة مارقة مربية للإرهاب وصانعة للطائفية المقيتة، لأن شبيه الشيء ينجذب إليه. ما يجمع قطر وايران والحوثي والمخلوع صالح وداعش، فكر واحد، وهؤلاء هم وجوه الإرهاب الطائفي والظلامي. وبدلاً من أن تمسك الدوحة بتلابيب فرصة القبول بالمطالب العربية والخروج من مأزقها والبدء في مسار جدي وحقيقي للتعاطي الإيجابي مع طلبات الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، أهدرت الفرصة كعادتها وراحت تروج لاختلاقات كاذبة ومغرضة.. هذه هي دويلة قطر.. وهذا هو أمير قطر تائه في أروقة الأممالمتحدة.