استنكر سياسيون تصريحات مندوب قطر الصادمة في اجتماع وزراء الخارجية العرب في دورته العادية أمس الأول بالقاهرة، والتي وصف فيها إيران بأنها «دولة شريفة»، معتبرين أن ما قام به المندوب القطري يُعدّ نوعًا من الإرهاب، حيث أشاد مندوب نظام الدوحة بدولة راعية للإرهاب. وعدُّوا مهاجمته للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب دليلًا على أن قطر تريد تصعيد الموقف من قضيتها رغم الأضرار التي تعاني منها والعُزلة التي تمر بها. وشدَّدوا على أن ما حدث من مندوب قطر يعتبر فضيحة وسفاهة، وأبانوا أنه كان من الواجب على ممثلي الدول العربية تجاهل تلك السفاهة، التي تمثل نوعًا من الاستفزاز السياسي الذي يحاول من خلاله نظام الدوحة أن يغطي به على وضعه المزري، في سعيه للبحث عن المعارك الكلامية أمام المحافل الدولية والإقليمية. وقال عميد كلية الآداب بجامعة الملك عبدالعزيز برابغ د. محمد حريري: إن ما حدث من مندوب قطر يمثل نوعًا من الوقاحة، معتبرًا ما قاله عن إيران من أنها دولة شريفة يمثل نوعًا من الإرهاب الذي تسبب في الأزمة مع قطر. وأضاف: يبدو أن الأشقاء في قطر أصحاب مشاكل حتى في الاجتماعات، وفي وقت كان على المندوب القطري تهدئة الأمور، نجده قد حاول استفزاز الحضور، ويبدو أن ذلك يعكس نهج الحكومة القطرية وممثليها من إثارة النفوس والمشاكل، فهذا يعتبر نوعًا من الإرهاب. ونوّه إلى أن ما حدث يثبت أن قطر لازالت تسير في نهجها المنبوذ، وتحاول ان تستمر في زرع المشاكل ودعم الارهاب. وزاد: إن إشادتها بإيران يمثل إدانة لها. من جانبه أكد الخبير السياسي د. عبدالله مناع أن ما حدث من مندوب قطر من إشادة بإيران ومهاجمته للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب، يدل على أن قطر تريد تصعيد الموقف من قضيتها، رغم الأضرار التي تعانيها والعزلة التي تمر بها. وقال: كان للأزمة التي أحدثتها قطر مع دول المقاطعة من خلال دعمها للإرهاب ومحاولة زعزعة الاستقرار في بعض الدول الخليجية أمر مؤسف. كما أن عودة السفير القطري إلى إيران والتقارب معها، يؤكد أن الدوحة تعبث بأمن الخليج وبأمنها هي، فالخلاف القطري يمكن معالجته بالصبر والحكمة، ولكن ما حدث من مندوب قطر دل على أن الدوحة تتخبّط، وتحاول أن تُثير المشاكل وتغطي على معاناتها ولتقول إنها لا تزال قوية. وأبان د. مناع: من المؤسف أن إشادة قطربإيران تدل على أنها لا تدرك المخاطر التي تمر بها، وما حدث هو نوع من الانفعالات التي تحاول قطر أن تغطي بها على ما ثبت عليها من إدانة في دعم الإرهاب وما تقوم به من أعمال ضد الدول العربية وضد دول مجلس التعاون. وقال أيضًا: قطر تحاول أن تلبس ثوبًا أكبر من حجمها، وبالإضافة لذلك فإن المال الذي تمتلكه يعتبر مفسدة لها، وصحيح أنها تمتلك أموالًا وشعبها قليل، ولكن تحاول بهذه الأموال أن تصبح أكبر من حجمها الحقيقي من خلال دعم المنظمات الإرهابية وزعزعة الاستقرار في المنطقة. وشدد د. مناع على أن إشادة قطربإيران واعتبارها دولة شريفة، يثبت أنها شريك مع إيران في دعم الإرهاب والمنظمات الإرهابية والتدخل في الشؤون العربية. ودعا الدول الأربع إلى التحلي بضبط النفس مع إيران، وأن تتعامل معها من منطلق حسن النوايا لتحقيق مصالحها. من ناحيته قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات سابقًا د. عبدالخالق عبدالله إن ما حدث من مندوب قطر في الجامعة العربية يعتبر فضيحة وسفاهة، وقال إنه كان من الواجب على ممثلي الدول العربية تجاهل تلك السفاهة، حيث يُعدّ هذا نوعًا من الاستفزاز السياسي الذي تحاول به قطر التغطية على وضعها المزري، فهي تبحث عن المعارك الكلامية أمام المحافل الدولية والإقليمية، وتقوم بالمشاغبات، وبالتالي ينبغي على الدول العربية أن تدير ظهرها لمثل هذه التفاهات. ومضى إلى القول: أعتقد أن مندوب قطر فقَد قواه العقلية، فإيران التي تعتبر راعية للإرهاب ومُثبَت ذلك عليها دوليًّا، تصبح في نظر قطر دولة شريفة، والدوحة تدرك أن معاركها مع الدول الأربع طويلة، وهناك جولات قادمة على كل الجبهات حتى تلتزم بالمطالب التي تمت من أجلها المقاطعة. وختم حديثه بالتأكيد على أن الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب لا تريد تغيير النظام في قطر، إنما ترغب في أن ترى تغييرًا للنهج السياسي للدوحة.