استمرارا لنهجها في تزييف الحقائق واختلاق الوقائع وتمرير الكذب، ووأد أي بارقة أمل تلوح في الأفق لحلحلة الأزمة التي صنعتها بأيديها، عمد النظام القطري من خلال وكالة أنبائه الرسمية التخريبية إلى تمرير معلومات مغلوطة ومختلقة عن اتصال الشيخ تميم بن حمد بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، زاعمة أن «الاتصال جاء إثر تنسيق أمريكي أو مبادرة من قبل الرئيس ترمب»، في حين أنه جاء بمبادرة من الشيخ تميم نفسه، طلبا للحوار. وبدلاً من أن تمسك الدوحة بتلابيب هذه الفرصة التاريخية وتبني عليها، وتوظف بوادر الاستعداد الذي أبداه ولي العهد بقبول الاتصال، في الخروج من مأزقها وأزمتها والبدء في مسار جدي وحقيقي للتعاطي الإيجابي مع طلبات الدول الأربع الداعية إلى مكافحة الإرهاب، أهدرت الفرصة كعادتها وراحت تروج لاختلاقات كاذبة ومغرضة، الأمر الذي استدعى رداً حاسما وفورياً من وزارة الخارجية السعودية التي أعلنت تعطيل أي حوار بين السعودية وقطر، بعد أن نفت، على لسان مصدر مسؤول، صحة ما نشرته وكالة الأنباء القطرية حول الاتصال ومضمونه، مؤكدة أن تخبط السياسة القطرية لا يعزز بناء الثقة المطلوبة للحوار. وهكذا وأدت الدوحة الحوار عن عمد، وأهدرت فرصة كبرى كان يمكن البناء عليها واستثمارها في الخروج من الأزمة التي تسببت فيها.