أدت الهزائم المتتالية التي مُني بها تنظيم «داعش» الإرهابي إلى تضييق الخناق على زعيمه أبوبكر البغدادي، الذي يعيش في الخفاء محاطاً بدائرة ضيّقة من المخلصين له. فمع تساقط مدن «داعش» واحدة تلو الأخرى، من الموصل والرقّة إلى تلعفر وقريبا دير الزور، في ظل ضربات مكثّفة للتحالف الدولي، لم يعد للبغدادي الذي سبق أن شغل الدنيا وأثار الرعب في كل مكان سوى منطقة نائية في وادي الفرات بين الحدود السورية والعراقية والأردنية يحتمي بها من غارات الجوّ وهجمات البرّ. وصارت هذه المنطقة الصحراوية التي تقطنها عشائر عصيّة على الحكومات، المعقل الأخير للتنظيم والأمل المتبقي له بأن يطلق منها حرب عصابات في السنوات القادمة. ورجح الباحث العراقي هشام الهاشمي «أن يكون البغدادي وسائقه أبو عبداللطيف الجبوري ومراسله الخاص مسعود الكردي موجودين في وداي الفرات بين البوكمال في سورية والقائم في العراق، لأنهم شوهدوا مرات عدة هناك».