قال سكان إن انفجارات ضخمة هزت شرق مدينة الموصل العراقية صباح أمس بعد فترة وجيزة من انتهاء كلمة زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي الذي سعى لحشد أتباعه لمواجهة هجوم للجيش العراقي بدعم أميركي. وقال أحد السكان في شرق المدينة - حيث اخترقت القوات العراقية دفاعات التنظيم في وقت سابق هذا الأسبوع - إن المتشددين أطلقوا مئات الصواريخ نحو أحياء الانتصار والقدس والسماح التي يقترب منها الجنود. وقال لرويترز عبر الهاتف "سمعنا أصوات إطلاق الصواريخ واحدا تلو الآخر وشاهدناها تشق عنان السماء. كان المنزل يهتز وكنا في حالة رعب ولا نعلم ما يحدث". وقال شاهد آخر من حي الحدباء في شمال الموصل إن مركبات تابعة للتنظيم المتشدد تجولت في المنطقة لدعوة المقاتلين إلى الثبات في مواقعهم. وأضاف أن السكان بقوا في منازلهم اعتقادا منهم بسرعة استعادة المدينة "لكن يبدو أن الأمر سيستغرق وقتا أطول مما توقعوا". من جهة أخرى نقل التلفزيون العراقي عن قائد أكبر فصيل شيعي مسلح في قوات الحشد الشعبي قوله إن قوات الحشد تهدف إلى قطع طريق الإمداد الغربي إلى الموصل. وقال هادي العامري قائد منظمة بدر "سنقطع طريق إمدادات العدو الممتدة بين تلعفر وناحية المحلبية وصولا إلى الموصل". ويعني قطع الجانب الغربي من المدينة أن يصبح التنظيم المتشدد محاصرا من الجهات الأربعة. وقال العامري إن استخدام السيارات المفخخة هو سلاح تنظيم داعش الوحيد. وأشار في مقابلة مع تلفزيون "العراقية" الحكومي من ساحة القتال "نحن نقف على أراض عراقية ولا يستطيع أي أحد منعنا من تحريرها من داعش، ونأمل من الاخوة الاتراك العودة الى منطق العقل وسيكون لتركيا الحق في الكلام في حال قيام العراقيين بالحرب خارج حدود بلادهم أما داخل الأراضي العراقية هذا امر لا يعنيهم". وقال "نحن نقاتل داعش على أرضنا ولن نسمح لأحد بالتدخل في شؤوننا الداخلية ولن نسمح لأحد القتال على الأرض في الموصل باستثناء القوات العراقية وتواجد أية قوات أجنبية برية سواء كانت أوربية أو أميركية أو تركية على الأرض العراقية أمر مرفوض لأن العراقيين قادرون على تحرير أرضهم، وأن القوات العراقية في جميع القواطع تقوم حاليا بتضييق الخناق على داعش" وأوضح أن "الخوف الوحيد لدينا هو أن تستخدم داعش المدنيين كدروع بشرية لأنها ستعرقل عملية الاسراع في التحرير رغم وجود خطط لهذا النوع من المعارك". وقال العامري "ان قوات الحشد حررت اليوم تقاطع المحلبية- تلعفر باتجاه الموصل وتل عبطة بشكل كامل من قبل قوات الحشد ما يعني قطع أحد أبرز طرق امدادات داعش من سورية". إلى ذلك قال المتحدث بإسم الحكومة البريطانية في الشرق الأوسط إدوين سموأل إن "الصراعات الطائفية تطيل عمر تنظيم داعش"، مؤكدا "عزم التحالف الدولي على محاربة داعش بمساعدة الدول الفاعلة في المنطقة". وأضاف سموأل لوكالة الأنباء الألمانية في دبي "يوجد مشاركون كثيرون في الحرب ضد داعش ويجب أن يبقى جهدهم منصباً على العدو المشترك وهو التنظيم الارهابي". وتابع "داعش خطر يهدد العراق والمنطقة لذلك هذا ليس وقت الصراعات الأخرى، فنحن بحاحة لهزيمة داعش أولا، ولكن يجب أن نكون واضحين بأن التنظيم يتغذى على العنف الطائفي، والتقارير والأنباء من احتمال حصول توترات شيعية- سنية في محيط الموصل تخيف السكان وتجعلهم يخشون المرحلة القادمة". وشدد سموأل على أهمية أن تكون جميع الفصائل المشاركة في تحرير الموصل تحت قيادة الحكومة العراقية. وقال المتحدث الحكومي البريطاني إن التحالف الدولي يدرك جيدا أن "داعش يسعى بشكل يومي لبث الفرقة والفتنة الطائفية بين المجتمعات والدول، لذلك تأتي دعوتنا للعمل معا لتجنب أي توترات طائفية تؤثر سلبا على هدفنا الرئيسي وهو القضاء على داعش".